وفى مقابلتها دار كبيرة للأمير ثابت باشا، وكانت أولا تعرف ببيت الجربان، وهو -كما فى الجبرتى-الأمير حسن كتخدا، المعروف بالجربان، أصله من مماليك حسن بيك الأزبكاوى، وكان ممتهنا فى المماليك، فسموه بالجربان لذلك، فلما قتل أستاذه بقى هو لا يملك شيئا، فجلس بحانوت بالأزبكية يبيع فيها تنباكا وصابونا، ثم سافر إلى المنصورة فأقام بها مدة، ثم رجع إلى مصر فى أيام على بيك، وتنقلت به الأحوال فأنعم عليه على بيك بإمرة بناحية قبلى، فلما حصلت الوحشة بين على بيك ومحمد بيك، وخرج محمد بيك من مصر إلى قبلى خرج إليه المترجم ولاقاه، وقدم بين يديه ما كان عنده من الخيام والخيول، وانضم إليه، ولم يزل حتى تملك محمد بيك، واستوزر إسماعيل أغا الجلفى، وكان يكره المترجم لأمور بينهما، فلم يزل حتى أوغر عليه صدر مخدومه، وأدى به الحال إلى الإقصاء والبعد، فانضم إلى مراد بيك وتقرب منه، فجعله كتخداه ووزيره، واشتهر ذكره، وعمر دارا بناحية باب اللوق بالقرب من غيط الطواشى، وصار من الأعيان المعدودين، وقصدته أرباب الحاجات، واحتجب فى غالب الأوقات، واتحد مع محمد أغا البارودى، وكان يعترى المترجم فى بعض الأوقات مرض يشبه الصرع، ينقطع به أياما عن السعى والركوب، ولم يزل على حالته إلى أن مات مع من مات بالشام سنة خمس عشرة ومائتين وألف. (انتهى ملخصا).