هذا الجامع فى شارع درب المزين بالموسكى. أنشأه محمد أغا الخازندار، ولما مات دفن به، وعلى تربته تركيبة من الرخام مكتوب عليها آية الكرسى، وتاريخ سنة ثلاث ومائتين وألف. وهو مقام الشعائر، والناظر عليه جلبى سيد أحمد.
[جامع الخانقاه]
ويعرف بجامع سعيد السعداء، وبمدرسة سعيد السعداء، والخانقاه الصلاحية، تجاه حارة المبيضة من الجمالية على يمنة السالك من شارع الجمالية إلى المشهد الحسينى خلف قره قول الجمالية. به أربعة ألونة وعدة خلا وللصوفية تحتها قبور دفن بها بعض الصوفية، وقد تغير بعض مبانيه الأصلية وجعل به منبر وخطبة.
قال المقريزى: الخانقاه الصلاحية بخط رحبة باب العيد من القاهرة. كانت أولا دارا تعرف بدار سعيد السعداء، وهو الأستاذ قنبر، ويقال عنبر، واسمه بليان ولقبه سعيد السعداء، أحد المحنكين خدام القصر عتيق الخليفة المستنصر، قتل سنة أربع وأربعين وخمسمائة، فلما استبد صلاح الدين يوسف بن أيوب وغير رسوم الدولة الفاطمية، عمل هذه الدار برسم الفقراء الصوفية، ووقف عليهم بستان الحبانية، قيسارية الشرب بالقاهرة، وناحية دهمرو من البهنساوية، فكانت أول خانقاه عملت بمصر، وعرفت بدويرة الصوفية، وكان سكانها يعرفون بالعلم والصلاح، وولى مشيختها الأكابر، وكان لهم فى يوم الجمعة هيئة فاضلة فى خروجهم للصلاة بالجامع الحاكمى، وكان عدة الصوفية بها نحو ثلاثمائة رجل لكل منهم فى اليوم ثلاثة أرغفة زنتها ثلاثة أرطال، مع ثلث رطل لحم فى مرق، ويعمل لهم الحلوى كل شهر ويفرق فيهم الصابون، وفى السنة يعطى الواحد ثمن كسوة أربعين درهما، وكان من شرطها أنها للواردين من البلاد الشاسعة والقاطنين بالقاهرة ومصر، فإن لم يوجدوا كانت على الفقراء من فقهاء الشافعية والمالكية الأشعرية الاعتقاد.