وفى تحفة الأحباب للسخاوى: أن الشيخ أحمد الزاهد هو العارف شهاب الدين أبو العباس ابن سليمان القارى القادرى المعروف بابن الزاهد أنشأ مساجد وخطبا بالقاهرة وغيرها، وكان يعمل الميعاد فى مواضع من القاهرة وقد أقامه الله فى اصطناع المعروف، وأنشأ خطبة هذا الجامع سنة ثمان وثمانمائة، ولا زال ينفع الناس إلى أن توفى سنة تسع عشرة وثمانمائة، ودفن بهذا الجامع ومعه فيه جماعة من أهل الصلاح منهم الشيخ جمال الدين عبد الله ابن عبد الرحمن الغمرى الواعظ. توفى سنة ست وخمسين وثمانمائة، وبه أيضا قبر محمد الطواشى وعلى بابه قبة صغيرة فيها قبر الصالح المجذوب عبد الله الأسود البونى الليمونى المعروف بشهاب الدين. توفى سنة سبع وأربعين وثمانمائة، انتهى.
[جامع زرع النوى]
هذا الجامع بالحسينية بحارة الغيط الطويل على يسار الداخل من باب الحارة قريبا من باب الغيط الطويل، وهو الآن تام المنافع مقام الشعائر بمعرفة ناظره السيد البدراوى.
وفى خطط المقريزى: أن خارح باب زويلة مسجدا يعرف بزرع النوى.
قال: هو خارج باب زويلة بخط سوق الطيور على يسرة من سلك من رأس المنجبية طالبا جامع قوصون والصليبة. تزعم العامة أنه بنى على قبر رجل يعرف بزرع النوى من أصحاب رسول الله ﷺ، وهذا من افتراء العامة فإنه لم يذكر أحد ممن أفرد أسماء الصحابة ﵃ أن فيهم صحابيا يعرف بزرع النوى، وإن كان هناك قبر فهو لأمين الأمناء أبى عبد الله الحسين بن طاهر الوزّان كان يتولى بيت المال، ثم جعله الخليفة الحاكم بأمر الله فى الوساطة بينه وبين الناس والتوقيع عن الحضرة فى سنة ثلاث وأربعمائة، ثم أبطل أمره وركب مع الحاكم على عادته فضرب رقبته بحارة كتامة خارج القاهرة ودفن فى هذا الموضع تخمينا، وكانت مدة نظره فى الوساطة والتوقيع وهى رتبة الوزارة سنتين وشهرين وعشرين يوما، وكان توقيعه عن الحضرة الإمامية:
الحمد لله وعليه توكيلى، انتهى.
[جامع زردق]
هذا الجامع بشارع سوق الخضار بالموسكى جدّده المرحوم عبد الرحمن كتخدا كما فى تاريخ الجبرتى ووثائق وقفيته، وبأعلى بابه على لوح من الرخام هذا البيت: