اتفق مؤرخو العرب على أن النسبة بين الدينار والدرهم كالنسبة بين عددى عشرة وسبعة، وكذلك النسبة بين المثقال والدرهم. ويظهر من كلامهم أن الدينار والمثقال شئ واحد، ولم يعلم الأساس الذى أسسوا عليه ذلك.
وقد وجدت فى كتاب العالم (واسقيس كيبو) توضيحات نافعة فى هذا المقام، وفى بيان تحرير الدرهم والدينار، فرغبت طلبا للفائدة فى تلخيص كلامه لتكون نبذة النقود هذه شاملة لكل ما يحتاجه القارئ لهذا الباب:
قال العالم المذكور: «لم يشتغل أحد قبلى بتحرير أوزان النقود الإسلامية المضروبة من زمن الخلفاء، الموجودة إلى الآن فى خزائن أوربا، مثل: خزانة مدريد من الأندلس، ولوندرا من بلاد الإنجليز، وباريس من بلاد فرانسا، وبرلين من بلاد البروسيا.
وحيث كان تحرير هذه المعاملة هو الأصل الذى ينبنى عليه فهم كلام من كتب على هذه المقامات وبيان صوابه من غيره، صرفت الهمة نحو ذلك مع الاعتناء التام، فوزنت ألفين ومائتين وواحدا وخمسين درهما فضة، ومائتين وثمانية وثمانين دينارا ذهبا بغاية الدقة والضبط التام، ونظمت من ذلك جداول كافية لمن يطلع عليها.
وأول شئ تحقق لى من ذلك هو مخالفة المثقال للدينار، وأن المثقال مرادف لكلمة (ثقل) ومثله ما كان يسمى (دينيرال) عند الرومانيين، وكان يحفظ فى الضربخانات ليكون أنموذجا توزن عليه النقود، وكان هذا الثقل يساوى (السيكستول) الذى جعله الرومانيون أنموذجا قبل (صوليدوس قسطنطين)، كما سيتضح، وأما الدينار فكان يطلق على أعلى نقود الذهب قيمة، وكان غالبا يقارب المثقال فى الوزن ولا يساويه، ومن هذا التقارب نشأ