للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

التخليط من المتكلمين على النقود حتى جعلوا الاثنين مترادفين، وهو غلط يشبه غلط من يجعل - فى وقتنا هذا - الأنص (الأوقية) المتعامل بها فى بلاد الأندلس مرادفا للأنص (الأوقية) الصنجة التى يوزن بها هناك مع أنهما متقاربان لا متساويان وتفاوتهما معلوم». انتهى.

ويؤيد ذلك ما قاله المناوى فى رسالته فى النقود ونصه: «قال فى لسان العرب مثقال الشئ ماوازنه فثقل ثقله، يقال أعطه ثقله أى وزنه».

وقال ابن الأثير: «المثقال فى الأصل مقدار من وزن أىّ الشئ كان من قليل أو كثير، فمعنى مثقال ذرة وزن ذرة، والناس يطلقونه فى العرف على الدينار خاصة وليس كذلك».

قال ابن مكرم: «قوله يطلقونه على الدينار خاصة فيه تجوز، فإنه إن كان عنى شخص الدينار، فالشخص منه قد يكون مثقالا وأكثر وأقل، وإن كان عنى بالمثقال الوزن المعلوم فالناس يطلقون ذلك على الذهب والعنبر والمسك والجوهر وأشياء أخر قد صار وزنها بالمثاقيل معهودا كالترياق والرواند، وزنة المثقال بهذه المعاملة درهم وثلاثة أسباع درهم، وهو بالنسبة إلى رطل مصر الذى يوزن به عشر رطل». انتهى

وفى رسالة المقريزى فى المكاييل، قال أبو محمد بن حزم: «المثقال اسم لما له ثقل سواء كبر أو صغر، وغلب عرفه على الصغيرة، وصار فى عرف الناس اسما للدينار» انتهى.

ونقل المناوى أيضا عن المقريزى: «أن وزن الدراهم والدنانير كان فى الجاهلية مثل وزنها فى الإسلام، ويسمى المثقال درهما ودينارا، ولم يكن شئ من ذلك يتعامل به أهل مكة، وإنما كانت تتعامل بالمثاقيل، وزن الدرهم وزن الدينار، وكانوا يتبايعون بأوزان اصطلحوا عليها فيما بينهم».