وبأول هذا الشارع جامع إبراهيم أغا عن يسار المارّ به، كان يعرف أولا باسم منشئه آق سنقر الناصرى، وهو من الجوامع العظيمة، له ثلاثة أبواب؛ اثنان على الشارع، والثالث بدرب شغلان مكتوب عليه تاريخ البدء فى سنة سبع وعشرين وسبعمائة والفراغ منه فى سنة ثمان وعشرين. أنشأه الأمير آق سنقر الناصرى - أحد مماليك الملك السلطان قلاوون - وأنشأ بجانبه مكتبا لإقراء الأيتام، وبنى بجواره مكانا ليدفن فيه، ولما مات دفن به ونقل إليه ابنه فدفن هناك، وبه قبر يعرف بقبر علاء الدين، وبه حنفية وفسقية، وعرف بجامع إبراهيم أغا، لأن إبراهيم أغا مستحفظان كان ناظرا عليه، وشعائره مقامة من أوقافه بنظر الديوان، ويتبعه سبيل فى مقابلته.
***
[رابعها: شارع المحجر]
أوله من قبلى جامع أيتمش تجاه درب كحيل، وآخره زاوية الشيخ حسن الرومى. وبه من جهة اليمين عطفة صغيرة ليست نافذة، ثم حارة الكومى عرفت بالشيخ المعتقد سيدى محمد الكومى المدفون بها، وهى بحرى جامع أبى غالية السكرى الذى بأول عطفة السكرى، وهو جامع جديد مقام الشعائر من أوقافه بنظر إسماعيل أفندى ماميش، وبداخله ضريح سيدى مبارك. وهذه الحارة يسلك منها للعطفة النظيفة، وبداخلها خمس عطف.
ثم حارة المارستان. بها ضريح يعرف بسيدى محمد.
وأما جهة اليسار فبها عطفة الحوش يسلك منها لعطفة الحرافيش وعطفة وكالة الشمع.
وبهذا الشارع أيضا زاوية الشيخ حسن الرومى المعروفة بتكية حسن بن إلياس الرومى، وهى عامرة بالدراويش وإيرادها فى كل سنة أربعة آلاف قرش واثنان.
[[تكية الهنود]]
وهناك أيضا تكية أخرى تعرف بتكية الهنود تجاه ضريح الشيخ سليمان عن يمنة من سلك من المنشية إلى القلعة، شعائرها مقامة، وبها جملة دراويش من أهالى بخارى، ويعلوها مساكن تابعة لها، وفى حدها البحرى مدفن تابع لها به عدة قبور، وإيرادها كل سنة ثلاثة آلاف وثلثمائة وخمسة وتسعون قرشا وثلاثة وثلاثون فضة.