بنحو أربعة أمتار، ويصعد إليه من هذا الباب بعدة سلالم من الحجر عليها درابزين من الحجر، وبأعلى الباب نقوش فيها: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ﴾. وفى آخر الكتابة تاريخ بنائه، وبداخل دركة هذا الباب خلوة صغيرة، ويشتمل على ليوان وصحن وعدة خلاو للصوفية، فى واحدة منها حجر أزرق مربع أكثره مدفون فى التراب، وفيه تقب يزعم الناس أن فيه دواء داء البواسير بأن يوضع فيه شئ من زيت الزيتون، ويقعد عليه صاحب الداء نحو ربع ساعة ثم يدهن دبره من ذلك الزيت فإنه يبرأ، وعليه كتابة نقر، بعضها ممحو وبعضها ظاهر، وبدائر المسجد كتابة فيها: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِ بُرُوجاً وَ جَعَلَ فِيها سِراجاً وَ قَمَراً مُنِيراً﴾ … الآيات.
وفيه ثلاث قباب متجاورة بإحداها قبر منشئ الجامع وعلى بابها نقش اسمه، وفيها قبلة من الحجر وعلى الضريح تركيبة رخام، وفى أعلى الحائط البسملة والآيات الثلاث آخر البقرة. وفى الثانية قبر الأمير سلار وعلى بابها نقش فى الحجر باسم سيف الدين سلار نائب السلطنة المعظمة الملك الناصرى المنصورى فى شهور سنة سبعمائة وثلاث، وبداخلها ضريحه عليه تابوت من خشب، وبها قبلة من الرخام منقوش بأعلاها آية الكرسى، وبدائر القبة مكتوب: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ﴾
إلى قوله تعالى: ﴿وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ﴾ وآيات أخر. والقبة الثالثة مبنية بالحجر أيضا وبها قبر دارس. وبظاهر الثلاث القباب آيات قرآنية، وله منارة صغيرة ومطهرة ومرافق. وفيه نخلة واحدة وشجرة فتنة، وله إيراد من وقف حوش ومنزل وقهوة وبئر يبلغ شهريا مائة وعشرين قرشا وذلك تحت نظر الأوقاف.
وكان هذا المسجد أول أمره مدرسة، عدها المقريزى فى المدارس فقال: المدرسة الجاولية بجوار الكبش فيما بين القاهرة ومصر. أنشأها الأمير علم الدين سنجر الجاولى فى سنه ثلاث وعشرين وسبعمائة، وعمل بها درسا وصوفية، ولها إلى هذه الأيام عدة أوقاف.
[ترجمة سنجر الجاولى]
ثم ترجم سنجر المذكور فقال: هو ابن عبد الله الأمير علم الدين الجاولى، كان مملوك جاولى أحد أمراء الملك الظاهر بيبرس، وانتقل بعد موت الأمير جاولى إلى بيت قلاوون، وخرج فى أيام الأشرف خليل بن قلاوون إلى الكرك، ثم صحب الأمير سلار وواخاه فتقدم فى الخدمة فى أيام العادل كتبغا، وبقى أستادارا صغيرا فى أيام بيبرس وسلار فصار يدخل على الملك الناصر ويخرج ويراعى مصالحه، ثم جهزه إلى غزة نائبا سنة إحدى عشرة وسبعمائة، وأضاف إليه مع غزة الساحل والقدس وبلد الخليل وجبل نابلس، حتى كان للواحد من مماليكه