للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ليقبلوا فيها العزاء، ويعينهم أهل البلد بهدايا الطعام ويبيتون معهم سبع ليال. وأولا بعد رجوعهم من الدفن يذبحون من النعم على حسب حالهم ويخرجونها للفقراء، وبعضهم يخرجها من غير ملح ولا يأكل منها أحد من الأغنياء ويعدون ذلك عيبا أو فرحا فى الميت. وفى بعض البلاد يضرب فى آخر ليلة من الجنازة الطبول والكاسات وتنشد الأشعار والموشحات المثيرة للأحزان، ويقرأ مولد النبى . ومن بعض البلاد يمتنع للحزن من صلاة العيد ومن عمل الأفراح سنة كاملة، وفى بعضها إن مات زوجها لا ترثه ولا تتزوج غيره.

واعلم أن ما خالف الشرع من تلك العوائد إنما هو لقرى الأرياف وحواشى البنادر والمدن، وأما أكابرها فلا تصدر منهم تلك القبائح خصوصا الأشراف والعلماء.

وقد علمت أن هذه البلدة أشبه شئ بالمدن وفيها أشراف وعلماء قديما وحديثا، وقد ذكر فى الطالع السعيد جملة من علمائها فمنهم:

[ترجمة زكريا بن يحيى (١)]

(زكريا بن يحيى) بن هرون بن يوسف بن يعقوب بن عبد الحق بن عبد الله الدشناوى مولدا، التونسى محتدا، المنعوت بالبدر، كان فقيها أديبا، وله نظم جيد، ومن شعره قوله فى شاب خطائى أبياتا منها قوله:

فقال لى العذول علام تبكى … فقلت له بكيت على خطائى

ومنه قوله:

لا تسلنى عن السلو وسل ما … صنعت بى لطفا محاسن سلمى

أوقعت بين مقلتى ورقادى … وسقامى والجسم حربا وسلما


(١) الطالع السعيد الجامع أسماء نجباء الصعيد للأدفوى. القاهرة، الدار المصرية للتأليف والترجمة،١٩٦٦، ص ٢٤٨.