للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فيأتى محبوه فيضعون فى إناء من نحاس مثلا دارهم وفلوسا، ويسمونها نقطة، تكتب فى دفتر عند صاحب الفرح ليردها فى أفراحهم، ثم يلبسونه ثيابا جديدة ويجلسونه على فرش ويسمونه الأمير. ثم يقصدون إلى الزوجة فيحملونها على فرس/ويزفونها من بيت أبيها مثلا ليلا، فإن كانت من بلد أخرى حملوها فى هودج نهارا ويضربون الدف أمامها ويغنون خلفها إلى بيت الزوج فيدخل عليها الزوج ويفتضها بأصبعه بحضرة امرأة يسموها الماشطة، والنساء واقفات على باب الغرفة مثلا والرجال على باب الدار ويضربون البندق عند صراخ الزوجة إخفاء لصوتها، وتتلقى الماشطة الدم فى محرمة بيضاء، فتأخذها أم الزوجة أو أختها وتطوف بها على الحاضرين وبيدها أو يد غيرها شمعة موقودة تريهم الدم وأن الزوجة بكر عذراء إلى الآن طلبا للشرف وبياض العرض. وفى صبح تلك الليلة بعد طلوع الشمس يطوفون بالزوج أو بالمختون قبل ختانه راكبا فرسا بالطبول والزمور والمغانى والمسابقة، ويقفون عند كل عرصة من البلد برهة. وبعض القرى يفعل ذلك قبل ليلة الدخول أو الختان، ثم يمكث الزوج سبعة أيام فى عزومات عند الأحبة، كل يوم عند جماعة ومعه الشبان ويسمونه السلطان. وفى البلد قاضى عرب يسمونه الوزير يحكم فيهم ويلزمهم أمورا مقررة بينهم، ويضرب من يرئ ضربه بعصىّ من جريد النخل الأخضر، وذلك انهم يتخذون للحكم سبع عصىّ خضر طولها متحد نحو ذراع ولا يقشرون سعفها بل يقطعونه بالسكين من أصله بشروط معروفة عندهم ويتخذون أيضا حبلا من ليف يسمونه الحرير يكتفون به من رأى الوزير تكتيفه. وعقب الأكل الذى يكون وسط النهار ينصبون ديوانا يحكمون فيه على من فرط منه ذنب فى حال الأكل أو قبله ويكونون وقوفا قدام السلطان والوزير أقل من ساعة. وفى آخر يوم يزفون الزوج من بيت العزومة إلى بيته بالتصفيق والغناء والزغاريت.

ومن عوائد بعضهم عند افتتاح الفرح أن تخرج أقرب امرأة إلى صاحب الفرح كأمه وأخته ولو مخدرة فترقص أمام الحاضرين زمنا يسيرا، وترى ذلك أمرا لا بدّ منه، وتكون مستترة حتى الوجه والكفين، ثم لا ترقص بعد ذلك بل يأتون بالبغايا- المسميات بالغوازى-فيرقصن إلى آخر الفرح.

ومن عوائد تلك البلاد فى الأحزان أن ينصب أهل الميت خياما خارج بيوتهم