مدارسه، وهاجر منها السعد والعز الذى كان لا يفارقها، وافتقر أهلها واضمحل حالهم، وخربت البلاد؛ من كثرة الفتن وتوالى الظلم والجور.
واستمر ذلك إلى دخول السلطان سليم هذه الديار سنة ١٥١٧، فتغيرت الحكومة ولم تتغير حالتها، حتى دخل الفرنسيس.
وفى كل هذه المدة كانت البلاد الأورباوية آخذة فى التقدم، واتسعت دائرة التجارة فيها ودائرة العلم، بما ظهر من الاختراعات النافعة-لا سيما-بيت الإبرة، فإنه كان سببا قويا أعانهم على السير فى البحار والتوصل للأقطار البعيدة، بخلاف جهة المشرق فإنها دفنت نفسها فى أرض الخمول، ونامت فى مهاد الجهل، فكّر عليها الفقر بجيوشه.
وفى سنة ١٥٠٤ تفكّر الغورى؛ الذى ولاه المماليك على حكومة مصر، فيما يقطع به حبال عنادهم ويكسر به شوكتهم، التى تسبب عنها استمرار الفتن من ابتداء سنة ١٢٥٠، فأرسل منهم جيشا إلى الهند قصد به طرد البرتغاليين عنها، ورجوع التجارة إلى طريق مصر، لأنها كانت أخذت تسلك طريق عشم الخير.
ولكن لم ينجح هذا القصد، بل انكسرت عساكره البحرية،
ومع هذا فكانت شهرته سارية فى جميع جهات المشرق، وكان فى القدر مثل إسماعيل-شاه العجم-، والسلطان سليم-سلطان آل عثمان-، وهذا السلطان كان يحب أن تمتد غصون شجرته، فاغتنم فرصة فرار ولد أخيه واحتمائه بشاه العجم، فأعلن له بالحرب، وسار له بجيش جرّار، ولما وصل إلى حلب أغراه حاكمها (خيرى بيك) على محاربة المصريين، فقبل منه ذلك.
وفى سنة ١٥١٦ كانت واقعة حلب التى مات فيها الغورى، وانهزمت العساكر المصرية، فكر بعدها السلطان سليم بجيوشه على مصر القاهرة سنة ١٥١٧ ودخلها، وأخذ