للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

(قلت): هذا الإنهاء وقع وأرض الروضة فى أيدى الملوك بعد استئجارها من شيخ المدرسة التقوية، وقبل الإفراج عنها للمدرسة المذكورة، فظن أنها من أراضى بيت المال لتطاول المدة والجهل بالحال، فأنهى ذلك فى سنة ست وتسعين وستمائة وسمح له بها، ثم لما قام شيخ المدرسة فى تحصيلها، وأفرج له عنها فى سنة ثمان وتسعين وستمائة كما تقدم. كان صاحب الزاوية نوزع فى هذه القطعة من الأرض، فتوسل إلى أخذ توقيع ثان بها من الملك المظفر بيبرس الجاشنكير، فأنعم له بذلك على خلاف ما هو الشرع، ولم يقدر شيخ التقوية على دفعه، إما لقوة جاهه، وإما لكونه رأى أن فى ذلك مشقة مع كونها قطعة لطيفة لا تحمل المنازعة، ومع كونه ما حصل له الإفراج عن بقية الأرض إلا بسعى كبير، خصوصا وقد أخذ منه نصف الروضة بكماله، ولم يفرج عنه كما تقدم؛ فرأى السكوت أروح له، ثم لما كان فى حدود سنة سبعين وسبعمائة جعلت هذه الزاوية جامعا، وكان الجاعل لذلك فتح الدين صدقة بن ناصر الدين بن زين الدين أبى بكر رئيس الخلافة، وكان البسطامى أولا لما بنى الزاوية ووقفها جعل النظر فيها لنفسه أيام حياته، ثم من بعده للأمير سيف الدين قطز، ثم للحاكم الحنفى بنفسه، وبتولية من شاء من الأجناد الأخيار. قال: ولا ينظر فيه الحاكم المذكور بنفسه أكثر من مدة شهر واحد، فما دونه. انتهى.

لخصت ذلك من كتاب وقفه وتاريخه مستهل ربيع الأول سنة ثمان وسبعمائة، وهو الآن - أعنى سنة إحدى وتسعين ومائتين وألف زاوية بالمقياس مشهورة «بزاوية أبى يزيد البسطامى» وهى بحرى المندورة، وقبلى منزل المرحوم أمين باشا، بينهما مسافة تبلغ مائتين وخمسين مترا وله مولدان فى السنة الواحدة؛ أحدهما: يقوم به الشيخ إبراهيم الحدى وهو فى جمادى الآخرة، والثانى يقوم به الشيخ حسن المزين وهو بعد الأول بزمن يسير.