للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلت: والآن هذه السوق من أعمر أسواق القاهرة، وأغلب ما يباع فيه الأقمشة المعروفة بالمانيفاتورة.

وبهذا الشارع عطف ودروب وهى:

عطفة الفناجيلى عن يمين المارّ به وليست نافذة.

عطفة بدون اسم عن يسار المارّ به وليست نافذة أيضا.

درب الورّاقة عن يمين المارّ به، وهو غير نافذ، وكان أولا يعرف بخط خان الورّاقة.

قال المقريزى فى خططه خط خان الورّاقة فيما بين حارة بهاء الدين وسويقة أمير الجيوش.

وكان أصله خانا يصقل فيه الورق وكان موضعه قديما إصطبل الصبيان الحجرية بناه المعز بعد قدومه إلى القاهرة لما بنى الحجر التى بجوار باب النصر القديم للغلمان المخصوصين بخدمة القصر، وكان هذا الإصطبل بجوار باب الفتوح القديم معدا لخيولهم، وكان ما بينهما ميدان واسع لا بناء فيه، ثم بعد زوال الدولة الفاطمية صار خانا للوراقة (اه).

وقد تكلم المقريزى على الحجر المذكورة هنا فقال: وكان بجوار دار الوزارة مكان كبير يعرف بالحجر، جمع حجرة، فيها الغلمان المختصون بالخلفاء، كما أدركنا بالقلعة البيوت التى كان يقال لها الطباق، وكانت هذه الحجر جانب حارة الجوانية وإلى جنب المسجد الذى يعرف بمسجد القاصد تجاه باب الجامع الحاكمى الذى يفضى إلى باب النصر، فمن حقوق هذه الحجر دار الأمير بهادر اليوسفى السلحدار الناصرى التى تجاور المسجد الكائن على يمنة من سلك من باب الجوانية طالبا باب النصر، ومنها الحوض المجاور لهذه الدار، ودار الأمير أحمد قريب الملك الناصر محمد بن قلاوون والمسجد المعروف بالنخلة وما يجاوره من القاعتين اللتين تعرف إحداهما بقاعة الأمير علم الدين سنجر الجاولى، وما فى جانبها إلى مسجد القاصد، وما وراء هذه الدور. وكان لهؤلاء الحجرية إصطبل برسم دوابهم. قال: وما زالت هذه الحجر باقية بعد انقضاء دولة الفاطميين إلى ما بعد السبعمائة، فهدمت، وابتنى الناس مكانها الأماكن المذكورة إلى آخر ما قال.

قلت: والجوانية باقية على أصلها، فالحجر كانت حينئذ فى ابتداء الجوانية إلى باب النصر فى الطول، وفى العرض كانت تشغل جميع الأرض الواقعة من الشارع إلى سور المدينة، والدور الواردة فى هذه العبارة وكذا المساجد ذكرناها فى شارع باب النصر فانظرها هناك.