رأيت عليه شيئا يشينه فى دينه، وهو أول من صحبته بالجامع الأزهر من أهله، لم يزل من حين صحبته بحضرة الشيخ محمد الشناوى، على تقوى وورع واشتغال فى العلم والعمل، يأمر اخوانه بالمعروف وينهاهم عن المنكر، لا يداهن أحدا منهم، أخذ الطريق عن سيدى على المرصفى، وعن الشيخ محمد الشناوى وغيرهما، وأخذ العلم عن جماعة من مشايخ الإسلام، كالشيخ ناصر الدين اللقانى، والشيخ شهاب الدين الرملى، حتى تبحر فى علوم الشريعة، وأجازوه بالإفتاء والتدريس، فأفتى ودرّس فى جامع الأزهر فى حياة أشياخه، وكانوا يرسلون إليه الأسئلة فيجيب عنها بأحسن جواب، وكان الشيخ شهاب الدين الرملى يقول: تحقيق المسائل الواقعة فى الدرس للشيخ نور الدين الطنتدائى، وجمع أشتات المسائل للشيخ شمس الدين الخطيب الشربينى، وكان شيخنا الشيخ نور الدين الشونى، يحبه ويجله ويكرمه أكثر من سائر أصحابه وأقرانه، ولما افترى علىّ بعض الحسدة أننى ادعيت الاجتهاد المطلق لاث بى غالب أصحابى، وتكلموا فى عرضى إلا هو وبعض المتورعين من طلبة العلم، وكذلك لمّا دسّ بعض الحسدة فى مؤلفاتى كلمات تخالف ظاهر الكتاب والسنة، بادر غالب الناس إلى الكلام فى عرضى إلا هو والشيخ شمس الدين الخطيب الشربينى وبعض جماعة فجزاه الله عنى خيرا وعن المسلمين، ولم يزل يحمل كلام الناس على أحسن المحامل، ويقول: إذا بلغوه عن أحد كلاما رديئا هذا كذب على فلان، وحاشا فلانا أن ينطق بذلك، وأعطاه محمد ابن بغداد مالا جزيلا، فلم يقبله، فقلت له: فرقه على الأيتام والمجاورين بالأزهر ففعل، وما سمعته مدة صحبتى له يذكر أحدا من المسلمين بسوء ولا يحسد أحدا من أقرانه على وظيفة حصلت له، فاسأل الله تعالى أن يزيد من فضله آمين. انتهى ببعض حذف.