الناحية ومنعهم من التعدى والجور على الفلاحين بتلك النواحى، حتى خافه الكثير وصادرهم فى أموالهم ومواشيهم، وفرض عليهم المغارم والجمال.
ولم يزل على حالته وسطوته إلى أن حضر حسن باشا الجزائرى إلى مصر فخرج- المترجم-مع عشيرته إلى ناحية قبلى ثم رجع إلى مصر فى أواخر سنة ١٢٥٠ بعد الطاعون الذى مات فيه إسماعيل بيك، وذلك بعد إقامته بالصعيد زيادة عن ٤ سنوات، ففى تلك المدة زان عقله، وانهضمت نفسه، وتعلق قلبه بمطالعة الكتب والنظر فى جزئيات العلوم الفلكية والهندسية وأشكال الرمل والزايرجات والأحكام النجومية والتقاويم ومنازل القمر وغير ذلك. وصار يسأل عمن لهم إلمام بهذه العلوم فيطلبه ليستفيد منه، واقتنى كتبا فى جميع أنواع العلوم والتواريخ، واعتكف بداره القديمة ورغب فى الانفراد وترك الحالة التى كان عليها قبل ذلك، واقتصر على مماليكه والإقطاعات التى بيده واستمر على ذلك مدة من الزمان، فثقل ذلك الأمر على أهل دائرته وبدا له النقص فى أعين خشداشيه وتجاسروا عليه وطمعوا فيما لديه فلم يسهل ذلك عليه واستعمل الحالة الوسطى وسكن بدار أحمد جاويش المجنون بدرب سعادة وعمّر القصر الكبير بمصر القديمة بشاطئ النيل تجاه المقياس. وأنشأ أيضا قصرا بين باب النصر والدمرداش، وجعل غالب إقامته فيهما.
وأكثر من شراء المماليك، وصار يدفع فيهم الأموال الكثيرة للجلابة معجلا ليشتروهم بها، وكذلك الجوارى حتى اجتمع عنده نحو ألف مملوك خلاف الذى عند كشافه، وهم نحو أربعين كاشفا الواحد منهم دائرته قدر دائرة صنجق من الأمراء السابقين. ا. هـ.
والخشداش بشين معجمة بعد الخاء فى آخره شين أيضا، هو: الخصيص والصاحب، يقال: هذه قرابتى وخشداشى. ويقال: سأل جماعة من خشداشيته، ومنعه خشداشيه أن يخرج. ويقال فيها: خجداش بالجيم أو خوجداش بواو بين الجيم والخاء، أو خوشداش. ويقال للجماعة: خشداشية أو خجداشية. وهى كلمة فارسية أصلها خواجه تاش، وتدل فى لسان مماليك مصر على مملوك كان مع رفيقه فى خدمة أمير. ا. هـ. (كترمير).