للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الجبرتى أيضا: وكان يزوج من مماليكه من يصلح له من جواريه ويجهزهم بالجهاز الفاخر ويسكنهم الدور الواسعة ويعطيهم المناصب. وقلد كشوفية الشرقية لبعض مماليكه ترفعا لنفسه عن ذلك.

وبنى له قصرا خارج بلبيس، وآخر بدمامين، وأخمد شوكة عرب الشرق وجبى منهم الأموال وغيرها وكان يقيم بناحية الشرق نحو ثلاثة شهور وأربعة، ثم يعود إلى مصر.

وكان له قصر من خشب مفصل قطعا ويركب بشناكل وأغربة متينة قوية يحمل على عدة جمال، فإذا أراد النزول إلى جهة من الجهات تقدم الفراشون وركبوه داخل الصيوان فيصير مجلسا لطيفا، يصعد إليه بثلاث درج مفروش بالمراتب والوسائد يسع ثمانية أشخاص وهو مسقوف وله شبابيك من جهاته الأربعة تفتح وتغلق بحسب الاختيار، وحوله الأسرة من كل جانب وكل ذلك من داخل دهليز الصيوان.

وكان له داران بالأزبكية، إحداهما كانت لرضوان بيك يلبغا، والأخرى للسيد أحمد بن عبد السلام، فبدأ له سنة اثنتى عشرة ومائتين وألف أن ينشئ دارا عظيمة خلاف ذلك بالأزبكية. فاشترى قصر ابن السيد سعودى الذى بخط الساكت فيما بينه وبين قنطرة الدكة من أحمد أغا شويكار وهدمه وأوقف على بنائها كتخداه ذا الفقار، أرسله قبل مجيئه من ناحية الشرقية ورسم له صورته فى كاغد كبير، فأقام جدرانها وحيطانها، وحضر هو فى أثناء ذلك فهندسها على مقتضى عقله، واجتهد فى بنائها وأوقف أربعة من كبار أمرائه على تلك العمارة كل أمير فى جهة من جهاتها الأربعة يحثون الصناع. وعملوا عدة أماكن لحريق الجير وعمل النورة وعدة طواحين لطحن الجبس، وكل ذلك بجانب العمارة بالأزبكية/ثم احضروا لها الأخشاب المتنوعة من الإسكندرية ورشيد ودمياط، واشترى بيت حسن كتخدا الشعراوى المطل على بركة الرطلى من عتقاه وهدمه ونقل أخشابه وأنقاضه إلى العمارة، وكذا نقل إليها أنواع الرخام والأعمدة، واجتهدوا فى العمل حتى تمت على المنوال الذى أراده، ولم يجعل لها خرجات ولا حرمدانات خارجة عن أصل البناء ولا رواشن، بل جعلها ساذجا حرصا على المتانة وطول البقاء، ثم ركبوا فرجاتها المطلة على البركة والبستان والرحبة، وركبوا الشبابيك الخرط المصنوعة، وركبوا عليها شرائح الزجاج، ووضعوا