للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

والظاهر أن هذا الإقليم هو الذى سماه اليونان بالبحائر، أى البرك، وهو الممتد بين فرع فاطمتيق الخارج من النيل، وسواحل البحر المالح، وكان ينقسم قسمين الأول من ملحقات حكم مدينة باشنيسمونيس قاعدة الجزء الأسفل من إقليم سمنود.

والثانى من ملحقات حكم فراجونيس، ويغلب على الظن أن فراجونيس هى مدينة بانفرا المذكورة، وفى هذه البحائر، اختفى فرعون مصر بسماتيك لما نفاه أصحابه الاثنا عشر، وكذلك الملك أميرتيه فإنه اختفى بها، ولم يقدر أحد أن يتوصل إليه بسبب سعة تلك البحائر وشجاعة أهلها، وقال ديودور الصقلى: إن أرض ساحل البحر المجاورة لمصب فرع فاطمتيق، كان بها برك كثيرة، وكانت تمتد فى غالب الظن إلى مصب الفرع البلبتنى، وفى هذه السعة كانت المراعى المعروفة بالبقوليا فى لغة الأروام، وكانت مراعى متسعة يرعى فيها البقر وغيره، وهذا الاسم كان معلوما إلى زمن هيرودوط؛ لأنه ذكر فرعا من النيل باسم بوقوليقى وقال: إنه حفر بأيدى الآدميين، وقد اختلف الجغرافيون فى ذلك الفرع، فبعضهم زعم أنه الفرع المنديزى (فرع طناح)، وظن كترمير أولا أنه فرع سمنود، ثم عدك عن ذلك، لما قاله هيرودوط: إن مدينة بطو عند مصب فرع سمنود وعلى ذلك فهذا الفرع هو الفرع الذى سماه استرابون وبطليموس بفرع سبنيت، وأما الفرع التانيسى فهو فرع تانيس صان الحجر، والفرع البوقوليقى هو الذى سماه استرابون وغيره من الأقدمين بالفرع الفاطمطيقى، بالميم أو الفاطنطيقى بالنون، ومعناه الفرع الوسط، فإن قيل:

كيف يتصور أن فرعا كبيرا مثل الفرع الفاطمطيقى (فرع دمياط) يحفر بالآدميين؟، قلت: الظاهر إنه لم يكن كبيرا فى زمن المؤلف المذكور ضرورة وقوعه بين فرعين كبيرين، يجرى فيهما الماء بكثرة، ولا يجرى فيه إلا قليل من الماء، فلذا قال: إنه من حفر الآدميين، ثم اتسع بعد ذلك بتغير الأحوال،