وايواجوراس هذا كما فى قاموس الجغرافية، هو أحد ملوك جزيرة رودس، كان قبل المسيح بأربعمائة وعشر سنين، وحارب العجم ومات سنة ثلثمائة وأربع وسبعين، وأما شنسيل واسمه جرجس، فهو مؤرخ يونانى كان ملازما لبطرك استانبول، وكتب تاريخه فى سنة سبعمائة وثمانين مسيحية، ومات سنة ثمانمائة، والإفرنج ينقلون عنه كثيرا.
وهذه القرية الآن من قسم المنيا، وسكانها من عرب العطيات، ويزرع فى أرضها قصب السكر كثيرا، ولها جزيرة يزرع فيها البصل والدخان والأصناف المعتادة، وفى بحريها على أقل من نصف ساعة قرية صغيرة، يقال لها:(وادى الطير) فى فجوة من الجبل، وكان فى السابق يقال: طهنة ووادى الطير، وربما أفاد هذا أنهما كانتا فى الأصل بلدة واحدة ثم افترقتا بأسباب حدثت، وزمامهما إلى الآن واحد، والجبل الذى فوقهما يقال له: جبل الطير لكثرة الحمام الأسود البرى الذى يجتمع فيه، وهو اسم لجزء من جبل المقطم يمتد مشرقا من قرية وادى الطير إلى دير البكرة، ويمتد فى الشمال والجنوب نحو ساعة من ناحية السريرية إلى وادى الطير، وفى الجبل طرق توصل إلى ناحية طهنة وسوادة والمطاهرة وغيرها، ويقال: إن هناك طريقا توصل إلى البحر الأحمر، وفى الجبل أيضا ورش لاستخراج الحجر والدبش، قريبة من ناحية السريرية، وتجاه وادى الطير جداران عظيمان من الآجر من بقايا مبانى المصريين، وتسميهما الأهالى حائط العجوز، وهذا الاسم يطلق عندهم على جميع المبانى التى من هذا النوع، ويظهر أن/المصريين كانوا يسدون أفواه الوديان بجدران من هذا القبيل، لمنع مياه الأمطار عن أرض المزارع، وعن المساكن ولمنع سيلان الرمال فى زمن الصيف على أرض المزارع، وربما جعلوها وقاية لبعض المبانى المقدسة وما أشبهها، وتوجد كثيرا فى مواضع من جهات الصعيد، فوق الوديان من الجبل الشرقى والغربى، وعرضها فى الغالب