ومدينة الفيوم الآن على النهاية القبلية من المدينة القديمة التى آثارها الآن تلول عالية متسعة، تبلغ مساحتها نحو ألف فدان، وتعرف عند الأهالى بكيمان فارس، ومقابرها فى تلك التلول، وتزعم الأهالى أن المسلمين وقت الفتح أحرقوها، وأغلب مهمات المدينة الجديدة مستخرجة من تلولها، وقد أخرج رستم باشا وقت أن كان ناظر جفالك العزيز محمد على سنة ١٢٦٢ عدة أعمدة جعلها فى منزله الذى بناه هناك، وهى من الرخام الأبيض، وقد بنى بها فى سنة ١٢٦٨ مبيضة لأقمشة الكتان، والآن بها اسبتالية المديرية، بناها حسن بيك الشماشيرجى بعد أن استولى على الواحات وسيوة بتجريدة من العساكر عينه عليها العزيز محمد على حتى دانت، ودخلت تحت الحكم، ولم تكن قبل ذلك داخلة تحت الطاعة.
وفى خارج المدينة شونة أصناف بنيت أيضا زمن العزيز محمد على، وكان بها معصرة لاستخراج زيت الزيتون ومحل لصناعة الزيتون الأخضر والأسود ومحل لاستخراج ماء الورد، وكان جميع المتحصل من ذلك خاصا بالعزيز، ولا يباع منه إلا الزائد.
وبنى العزيز أيضا فى جهتها الشرقية سراى كان ينزل بها، وجعل حولها بستانا، وبينها وبين بحر يوسف نحو ثلاثين قصبة، وبحر مطر طارس فى غربيها بنحو عشرين قصبة، وهو بحرى شونة الأصناف.
وقد سكن هذه المديرية كثير من الأمراء، ولهم فيها منازل متينة رفيعة القيمة، وفى المدينة عدة صهاريج كانت تملأ وقت الفيضان لينتفع بها عند جفاف بحر يوسف، وبها حمام مستعمل إلى اليوم، وعدة معاصر لزيت الزيتون، وكان الزيتون يزرع فى كثير من بلاد الفيوم، مثل سينرو وفدمين والعجميين، وجردو وطبهار والسنبلاوين