للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكل هذا فى الدولة التركية، وأما فى الدولة الفاطمية فكان أجل الوظائف وظيفة الوزارة، وكان لها دار يقال لها دار الوزارة الكبرى، والدار الأفضلية، والدار السلطانية بناها بدر الجمالى أمير الجيوش، ولم يزل يسكنها من يلى إمرة الجيوش إلى أن انتقل الأمر عن المصريين وصار إلى بنى أيوب قاله المقريزى فى خططه.

ثم قال أيضا وأول من قيل له الوزير فى الدول/الفاطمية الوزير يعقوب بن كلس وزير العزيز بالله أبى منصور نزار بن المعز وإليه تنسب الحارة الوزيرية، وبعد موت ابن كلس لم يستوزر العزيز أحدا وإنما كان رجل يلى الوساطة والسفارة واستمر ذلك بقية أيام العزيز وسائر أيام ابنه الحاكم بأمر الله، ثم ولى الوزارة أحمد بن على الجرجر أى فى أيام الظاهر أبى هاشم بن الحاكم وما زال الوزراء من بعده وهم أرباب أقلام حتى قدم أمير الجيوش بدر الجمالى.

وكان من زى هؤلاء الوزراء أنهم يلبسون المناديل الطبقيات بالأحناك تحت حلوقهم ويلبسون ثيابا قصارا يقال لها الدراريع واحدها درّاعة وهى مشقوقة أمام وجهه إلى قريب من رأس الفؤاد بأزرار وعرى، ومنهم من تكون أزراره من ذهب مشبك، ومنهم من أزراره لؤلؤ وهذه علامة الوزارة، ويحمل له الدواة المحلاة بالذهب ويقف بين يديه الحجاب وأمره نافذ فى أرباب السيوف من الأجناد وأرباب الأقدام، وكان آخرهم الوزير ابن المغربى.

ثم لما قدم أمير الجيوش بدر الجمالى من عكا وزر للمستنصر وزير سيف وعظم أمر الوزارة من حينئذ ونعت بالسيد الأجل أمير الجيوش وهو النعت الذى كان لصاحب ولاية دمشق وأضيف إليه كافل قضاة المسلمين، وهادى دعاة المؤمنين، وصارت الأمور كلها مردودة إليه ومنه إلى الخليفة دون سائر خدمه، وجعل القاضى والداعى نائبين عنه ومقلدين من قبله وكتب له فى سجله، وقد قلدك أمير المؤمنين جميع جوامع تدبيره، وناط بك النظر فى كل ما وراء سريره، وخلع عليه بالعقد المنظوم بالجوهر مكان الطوق وزيد له الحنك مع الذؤابة المرخاة والطيلسان المقوّر زىّ قاضى القضاة وذلك فى سنة سبع وستين وأربعمائة فصارت الوزارة من حينئذ وزارة تفويض ويقال لمتوليها أمير الجيوش وبطل اسم الوزارة.

فلما قام شاهنشاه بن أمير الجيوش من بعد أبيه، ومات الخليفة المستنصر