ويتبع المشيخة البكرية أيضا مشايخ قراء دلائل الخيرات، ومجالس الأحزاب، وذلك أنه قد جرت العادة فى أغلب الأضرحة الشهيرة كضريح سيدنا الحسين، وبقية أضرحة أهل البيت، وضريحى الإمامين الشافعى والليث، وكضريح الحنفى وغيره من باقى الأضرحة الشهيرة، وفى الموالد أيضا أن تجتمع كل ليلة بعد صلاة العشاء جماعة يقرؤون الأحزاب، والثلث من الدلائل على ضوء الشموع بأصوات مرتفعة، وكيفية مخصوصة، تبرعا بقصد التعبد.
وأكثر الأحزاب استعمالا فى أغلب الموالد حزب الشاذلى المعروف بحزب البر الكبير، غير أن الأضرحة لا يقرأ فيها إلا أحزاب أربابها.
هذا وقد أسلفنا أنه يعمل بمصر موالد كثيرة، ونقول الآن: إن أشهرها المولد النبوى الشريف-على صاحبه أفضل الصلاة والسلام-ثم مولد سيدنا الحسين، وأبى العلاء ببولاق، والسيدة فاطمة النبوية، والسيدة سكينة، والسيدة نفيسة، والسيدة زينب، وسيدى زين العابدين، والإمام الشافعى، والسلطان الحنفى، والشعرانى، والرفاعى، والسعدى المعروف بمولد الشيخ يونس، والبيومى، والشيخ عبد الوهاب العفيفى-﵃ أجمعين-، وكل مولد من هذه الموالد يحتفل الناس به احتفالا زائدا، تحضره جميع أرباب الطرق، ويخدمون فيه ليلا ونهارا، وتتوارد عليه زائرون من مصر وضواحيها، وتتخذ به المقارئ والأذكار والسيارات، المعروفة عندهم بالأشاير، وهى عبارة عن جموع كثيرة من أهل الطرق، يسيرون من منازلهم ليلا، وبأيديهم الشموع، رافعوا الأصوات بالذكر والتهليل، والصلاة والسلام على سيد المرسلين-ﷺ-ولا يزالون كذلك حتى يصلوا إلى الضريح، أو محل الاحتفال بالمولد، ولبعضهم عادات من الحلوى والشموع توزع عليهم حين وصولهم، بعضها مقرر من الأوقاف، وبعضها من مشايخ خدمة الأضرحة.
أما الموالد العمومية خارج مصر، فهى المولد الصغير والمولد الكبير لكل من سيدى أحمد البدوى بطنتدا، وسيدى إبراهيم الدسوقى بدسوق.