وهناك أيضا زاوية الخلوتى، وهى زاوية قديمة عرفت بذلك لأن بها ضريحا يعرف بالشيخ الخلوتى، شعائرها مقامة من أوقافها بنظر الشيخ محمد الأمير من ذرية الشيخ أحمد منة.
وزاوية الصياد عرفت باسم منشئها الشيخ الصياد، وهو مدفون بها يعمل له ليلة كل سنة، وشعائرها مقامة من أوقافها بنظر الشيخ أحمد الفقيه.
وسبيل يعرف بسبيل الست منور، أرضه مفروشة بالرخام، وهو عامر إلى الآن، وتابع لوقف الإمام الحسين ﵁.
وبهذه الحارة أيضا من الدور الكبيرة:
دار الشيخ أحمد منة؛ بها سبيل يعلوه مكتب لتعليم الأطفال، ودار الحاج أحمد مذكور النمرسى، وهى دار كبيرة فى محاذاة دار الشيخ أحمد منة، ودار السيد عبد الواحد الحريرى ابن السيد عبد الفتاح الحريرى بها جنينة، ودار إبراهيم الصرماتى العقاد، ودار محمد الفاكهانى التاجر، ودار الترجمان، وغير ذلك من الدور الكبيرة والصغيرة.
وهذه الحارة من الحارات القديمة ترجمها المقريزى فقال: عرفت بالطائفة الجودرية -إحدى طوائف العسكر فى أيام الحاكم بأمر الله على ما ذكره المسبحى. وقال ابن عبد الظاهر الجودرية منسوبة إلى جماعة تعرف بالجودرية اختطوها، وكانوا أربعمائة منهم أبو على منصور الجودرى الذى كان فى أيام العزيز بالله، وزادت مكانته فى الأيام الحاكمية، فأضيفت إليه مع الأحباس الحسبة وسوق الرقيق والسواحل وغير ذلك.
ولها حكاية سمعت جماعة يحكونها، وهى أنها كانت سكن اليهود معروفة بهم فبلغ الخليفة الحاكم أنهم يجتمعون بها فى أوقات خلواتهم. ويغنون بقولهم:
وأمة قد ضلوا … ودينهم معتل
قال لهم نبيهم … نعم الإدام الخل
ويسخرون من هذا القول، ويتعرضون إلى مالا ينبغى سماعه، فأتى إلى أبوابها وسدّها عليهم ليلا وأحرقها. فإلى هذا الوقت لا يبيت بها يهودى، ولا يسكنها أبدا (انتهى).