لأمره، وقد رأيتم ما فعله من الإكرام والإنعام على شاهين بيك.
فقال إبراهيم بيك أن ما فعله مع شاهين بيك شبكة يصطاد بها غيره ومراده به السوء كما فعل بغيره مثل محمد باشا خسرو وكتخداه وعثمان أغاجابخ، وما حصل لأخيك المرحوم طاهر باشا من تسليط الأتراك عليه حتى قتلوه فى داره، وكذا ما حصل مع عثمان بيك البرديسى وإغراؤه على على باشا الطرابلسى حتى قتل، وكان قد أغراه على خيانة أخيه الألفى ثم سلط علينا العساكر بطلب العلوفات وأشار على عثمان بيك بطلب المال من الرعية حتى وقع لنا ما وقع وخرجنا من مصر على الصورة التى خرجنا عليها، وأغرى على أحمد باشا جنده حتى نابذوه وأخرج السيد عمر مكرم من مصر وغربه عن وطنه مع أنه كان معينا له على تحصيل مراده وغير ذلك مما هو معلوم لنا ولكم/فكيف نأمن له ونعقد معه صلحا.
واعلم يا ولدى إننا كنا بمصر نحو العشرة آلاف أو أكثر ما بين مقدمى ألوف وأمراء وكشاف وأكابر ووجاقية ومماليك وأجناد وطوائف وخدم وأتباع، مترفين منعمين بأنواع الملاذ كل أمير مختص بأقطاعه مع كثرة مصارفنا وأنعامنا على أتباعنا ومن ينسب إلينا، وأسمطة الجميع ممدودة فى أوقات معهودة ولا نعرف عسكرا ولا علوفة عسكر مع ما كان يلزمنا من المصارف الميرية ومرتبات الفقراء وخزينة السلطان وصرة الحرمين والحجاج وعوائد العرب وكلف الوزراء والأغوات والقابجية والهدايا السلطانية وغير ذلك وأفندينا كثرت على يديه وجوه الإيرادات من الجمارك والفرض ومقاسمة الملتزمين فى فائضهم وما أحدثه فى الضربخانة من ضرب القروش النحاس إلى غير ذلك حتى صار كل فرع بإيراد إقليم ومع ذلك يمنع عنا ما نتعبش به نحن وعيالنا ومن بقى من أتباعنا ومماليكنا بل قصده صيدنا وهلاكنا عن آخرنا، فقال حسن باشا حاش لله لم يكن ذلك بل هو دائما يقول والدنا إبراهيم بيك ولكن حيث أن الله أعطاه ولاية مصر والله يؤتى ملكه من يشاء فلا يرضى لنفسه أن يخالف فإذا صار الصلح ووقع الصفا أعطاكم فوق مأمولكم فلم يصفح إبراهيم بيك وانفض المجلس وفى تلك الليلة خرج جميع من كان بمصر من المصريين وأجنادهم بخيلهم وهجنهم ومتاعهم وعدّوا إلى بر الجيزة إلا قليلا منهم وقسموا الأمر بينهم أثلاثا قسم للمرادية وكبيرهم شاهين بيك وقسم للمحمدية وكبيرهم على بيك أيوب وقسم للإبراهيمية وكبيرهم عثمان بيك حسن وأرسلوا مكاتبات إلى مشايخ العرب.