بطونا ويظهر أنها من قبل موسى ﵇ لأن دفن الأموات كان عادة للمصريين من قبله، وهكذا جرت عادة النصارى من بعده ووافقهم المسلمون فى ذلك،، والجثث المذكورة ملفوفة فى أكفان من القماش الغليظ وقحوفهم وعظامهم على غاية من الحفظ إلى يومنا هذا.
وقال كترمير إن من اختصر هذا الكلام من العجم غير كلمة بطون بكلمة تركوم، وتنبه لهذا الخطأ العالم دساسى وترجمها بكلمة كوم وعبر المسعودى عن ذلك بكلمة أبو الكوم، وعبر المقريزى فى خططه بذات الكوم وقال كترمير إن الأصح ما ذكره ابن حوقل، وهى كلمة بطون وأنها كلمة قبطية ومعناها محل الدفن.
وقال بعض مؤرخى الفرنج إن تنيس كانت مدينة عظيمة ولها أسوار تحيط بها وفيها أبراج ولها خندق مملوء بالماء وهى الآن خراب، وفيها بعض آثار الحمامات، وبواقى عقود مطلية بطلاء صلب فى غاية الحفظ، ولا يوجد بها غير ذلك إلا تلول بها كثير من الطوب وشقاف من الصينى والفخار والزجاج الملون بكل لون، وأهل البلاد المجاورة يأخذون منها النافع فى مبانيهم ويشاهد فيها أثر خليج قديم كان يمر فى وسطها.
وذكر بعض الفرنج أن هذه المدينة فى محل بوكولى القديمة ولم يوافقه كترمير على ذلك وقال: إن كلمة تنيس كلمة رومية معناها الجزيرة وشرح أبو الفداء بحيرتها، فقال: إن هناك فرعا من النيل ينقسم إلى بحيرتين، بحيرة تنيس وبحيرة دمياط تتصل إحداهما بالأخرى وهما بقرب البحر، والشرقية منهما هى بحيرة تنيس، والغربية بحيرة دمياط وفيها يصب خليج أشموم، وبحيرة تنيس متسعة جدا وماؤها يعذب عند الزيادة ويملح وقت التحاريق وليست عميقة وتمشى فيها المراكب بالمجاديف، ومدينة تنيس فى وسطها وطولها أربعة وخمسون درجة ونصف وعرضها ثلاثون درجة /ونصف، وفى بعض عباراته أن طول تلك البحيرة إقلاع يوم فى عرض نصف يوم.
وقال الإدريسى: إن هذه البحيرة على بحيرتين إحداهما بحيرة زار والأخرى بحيرة تنيس، وقال ابن حوقل: إن الدرفيل يوجد فى هذه البحيرة وهو حيوان بحرى يشبه القربة المنفوخة يهوى سكنى البحر الرومى والملاحون يقولون إن له إدراكا عجيبا