للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كتاب جرنال المشرق فى سنة تسع وثلاثين وثمانمائة وألف ميلادية. وأنكر دساسى نسبته لابن مسعود.

وكان أصله من بغداد ويظن أن ولادته كانت فى نهاية القرن الثالث من الهجرة، وكان أخباريا، علامة، صاحب غرائب وملح ونوادر، وأخبر فى مؤلفاته أنه ساح أرض الشام ومصر، وفى سنة ثلاث وثلاثمائة كان بمدينة اصطخر- وهى تريسونيس القديمة-وفى هذه السنة ساح الهند وأقام بمدينة كنياية، وفى سنة أربع وثلاثمائة ساح أرض ملطان، وفى هذه السنة توجه إلى ولاية سيمون من بلاد الهند. وتكلم فى كتاب مروج الذهب على ما بهذه الولاية، وفيها أيضا دخل مدينة المنصورة الواقعة على شاطئ بحر السند، وهو النهر الذى تسميه الفرنج أندوس، وساح فى سرنديب والعين والقلزم وعدى بحر الفرنج مرتين، الأولى كان السفر فيها من مدينة سحر تخت ولاية عمان مع جملة أصحاب مراكب سراف، والثانية كان سفره من جزيرة كتبالو وهى جزيرة مدبقشكر، ورجع منها إلى عمان ثم ركب البحر من مدينة أبيتسكون ثغر ولاية جرجان، ونزل على سواحل طبرستان واطلع على بحر الخزر فى أنحاء مختلفة.

وفى سنة ثلاثمائة وأربعة عشر دخل مدينة تبير ياد من أرض فلسطين.

وفى سنة اثنتين وثلاثين-وهى سنة ارتفاع النيل ارتفاعا زائدا عن الحد-كان تارة فى مدينة أنطيوش وتارة فى بلاد حدود الشام. وبعد ذلك بسنتين فى شهر الحجة كانت إقامته بدمشق الشام، ثم فى سنة خمس وأربعين وهى وقت آخر تأليفه أخبر أنه فارق العراق من زمن مديد، وكان يسكن مصر تارة والشام أخرى، ومن سنة ست وثلاثين إلى سنة أربع وأربعين كان بالفسطاط. وفى السنة الأخيرة أخبر فى كتاب التنبيه الذى ألفه بالفسطاط بحصول زلزلة عظيمة فى بلاد مصر والشام، وتوفى بعد ذلك قبل أن يعمر كما اتفق عليه مؤرخو المشرق.

وكانت وفاته بمصر فى جمادى الآخرة فى سنة خمس وأربعين وثلاثمائة، قاله المسيحى فى تاريخه.