للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فعلى ذلك يظهر من هذه العبارة، ومما ذكره (استرابون)، صحة كون شيديا على النيل، وأن محلها النشوة الجديدة، وأن ترعة الإتكاوية الآن بعض الفرع المذكور، وأن مبدأ خليج إسكندرية كان بين هاتين.

وذكر المقريزى أنه فى سنة ٧١٠ من الهجرة فى زمن السلطان الناصر محمد بن قلاوون، اشتغل ٤٠٠٠٠ من الناس فى تطهير خليج إسكندرية، وبعد تطهيره قيس فوجد ثمانية آلاف قصبة حاكمية، من ابتداء فم النيل إلى مشتيار (١)، ومن مشتيار إلى إسكندرية كذلك، وكانت فى القديم قرية مشتيار مبدأ خروج الخليج من النيل.

وحيث أن القصبة الحاكمية ٣،٨٥، فالثمانية آلاف قصبة بها هى البعد ما بين إسكندرية والمنشية تقريبا، فتكون هذه القرية فى محل شيديا، التى فى عبارات استرابون، وشيتار، التى فى عبارة المقريزى، وتكون نقطها من نقط فرع كانوب ونقطة الكاريون ثانية، ونقطة كانوب ثالثة.

وقد اختلف المؤرخون فى موضعها، ولكن حقق محمود بيك رسالته، أنه يقع فى منتصف جسر أبو قير على بعد ٦ كيلو مترات من رأس أبو قير، وبقدرها من الكوم الأحمر الذى على الساحل، وعلى بعد ٢ كيلومتر غربى فم بحيرة إتكو المسمى بفم المعدية. فبناء على ذلك يظهر أن البحر زحف على أرض المدينة، وأن جميع محلها الآن أو أكثره مغطى بالمياه المالحة.

وفم فرع قانوب، بناء على أقوال المؤرخين وقول الفاضل المذكور، كان فى أسفل الكوم الأحمر على بعد ٢ كيلومتر من فم المعدية، وفى هذا الموضع أعنى محل الكوم الأحمر، كان معبد هيركول، وكان بينه وبين جزيرة فاروس، بناء على قول (استرابون)،١٥٠ أستادة وهو بالمتر ٢٥ كيلومترا.


(١) هكذا فى الأصل، وفى ص ٣٠١ من خطط المقريزى طبعة لبنان (شنبار).