وبها ديوان للقسم، وجوامع بمنارات، وسوق دائم، وسوق عمومى كل أسبوع، وبها حوانيت قليلة، ومقامات لبعض الصالحين. وبها قصور جميلة سيما قصور الأشراف فإنهم أشهر أهلها كرما وحسبا ونسبا، مع الاعتبار الزائد عند الحكام العرب. ولهم فى غربيها جنينة نضرة.
وفيها علماء وتجار وأرباب حرف، وبها قاضى نيابة. وفى بحريها على نحو خمسين قصبة كوهر جلة.
وهى إلى سوهاج أقرب منها إلى جرجا فبينها وبين الأولى نحو ساعتين، وبينها وبين الثانية نحو أربع ساعات، والساعة عبارة عن فرسخ وهو مسافة ألف وخمسمائة وست وستين قصبة، وطول القصبة ثلاثة أمتار وخمسة جزء من مائة من المتر. ومنها إلى الجبل الغربى نحو ثلاث ساعات. وكان البحر يمر بلصقها وقد تحول عنها الآن قليلا. ويمر تحت تلولها من الجهة الغربية ترعة تقسم حوض المنشأة قسمين. وتحتها كارتان لتوصيل المياه من القسم الغربى إلى الشرقى، وتنصب من الشرقى فى حوض جزيرة المنتصر الواقع فى بحريها.
وسميت منشأة النيدة لأنها تعمل بها من قديم الزمان إلى الآن. وقد وصفها الشيخ عبد اللطيف البغدادى فقال: النيدة بمنزلة الخبيصة حمراء إلى السواد فى الغاية، وتتخذ من القمح بأن ينبت ثم يطبخ حتى يخرج نشاؤه وقوته فى الماء ثم يصفى ويطبخ ذلك الماء حتى يغلظ ثم يذر عليه الدقيق فيعقد ويرفع، فيباع بسعر الخبز. وهذه تسمى نيدة البوش. وقد يطبخ ذلك الماء وحده حتى ينعقد من غير دقيق، وتسمى النيدة المعقودة وهى أغلى من الأولى وأعلى. اه.
وإلى الآن تعمل بهذا الوصف.
وفى القاموس: الخبيص المعمول من التمر والسمن. وقال دساسى: أن أحبار اليهود تستعمل خبيصا يدخله الخبز ونوعا آخر يعمل من الدقيق والزيت أو السمن أو الشحم والعسل.