للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المجاورين. فطردوا الرسول وشتموه وأخبروا الشيخ أحمد الدردير فكتب إليه مراسلة تتضمن: عدم تعرضه لأهل العلم، ومعاندة الحكم الشرعى، وأرسلها صحبة الشيخ عبد الرحمن الغزنوى. فعندما وصل إليه وأعطاه التذكرة نهره وأمر بالقبض عليه. فوصل الخبر إلى الشيخ الدردير وأهل الجامع الأزهر، فاجتمعوا فى صبحها وأبطلوا الدروس والآذان والصلاة، وأغلقوا أبواب الجامع، وجلس المشايخ عند القبلة القديمة، وطلع الصغار على المنارات وأكثروا من الصياح والدعاء على الأمراء، وأغلق أهل الأسواق القريبة الحوانيت.

وبلغ الأمراء ذلك فأرسلوا إلى المترجم فأطلق الشيخ الغزنوى، ثم حضر الأغا بالغورية ونزل هناك ونادى بالأمان وأمر بفتح الحوانيت، فبلغ مجاورى المغاربة ذلك. فذهبت إليه طائفة منهم وتبعهم بعض العوام وبأيديهم العصى والمساوق وضربوا أتباع الأغا، فركب إليهم وشهر فيهم السلاح هو ومماليكه فقتل منهم ثلاثة أنفار وانجرح منهم جماعة وجماعة من العامة.

وذهب الأغا ورجع الفريق الآخر وبقى الهرج إلى ثانى يوم، فحضر إسماعيل بيك، والشيخ السادات، وعلى أغا كتخدا الجاويشية، وحسن أغا أغاة المتفرقة، وحسن أفندى كاتب حوالة وغيرهم. ونزلوا بالأشرفية وأرسلوا إلى أهل الجامع تذكرة بانفضاض الجمع وتمام المطلوب، وكان ذلك عند الغروب فلم يرضوا بذلك فركبوا ورجعوا والحال على ما هو عليه.

وأصبح يوم الأربعاء فحضر إسماعيل بيك وهو مظهر الاهتمام لنصرة أهل الأزهر، وحضر الشيخ السادات وباقى الأمراء، وجلسوا بالجامع المؤيدى، وأرسلوا للمشايخ تذكرة صحبة الشيخ إبراهيم السندوبى ملخصها: أن إسماعيل بيك تكفل بقضاء أشغال المشايخ وقبول فتواهم وصرف جراياتهم وجماكيهم، وذلك بضمان الشيخ السادات له. فلما حضر الشيخ السندوبى عندهم بالتذكرة قرأها الشيخ عبد الرحمن العريشى جهارا وهو قائم على أقدامه، فلما سمعوها أكثروا من اللغط وقالوا: هذا كلام لا أصل له. وترددت الإرسالات والمخاطبات