ونقل الكندى عن ابن زولاق أن بعض العلماء كشف عن أرطاب أسوان فما وجد بالعراق شيئا من أنواع التمر إلا وفى صعيد قوص مثله وفيه ما ليس بالعراق.
قال وأخبرنى أبو رحبة الأسوانى الفقيه صاحب القصيدة البكرية أنه يعرف بأسوان رطبا أخضر كخضرة السّلق، عجيب المنظر حسن المخبر وبالعشاشية منه سبع نخلات يحمل رطبها إلى أمير المؤمنين العزيز بالله.
ونقل عن صاحب الطالع السعيد، أنه قد خرج من أسوان خلائق كثيرة لا يحصون من العلماء والرواة والأدباء ثم أورد منهم جمعا كثيرا وقال قيل لى: إنه حضر مرة قاضى قوص فخرج من أسوان للقائه أربعمائة راكب بغلة، وكان بها ثمانون رسولا من رسل الشرع.
وأخبرنا من وقف على مكتوب فيه أربعون شريفا خاصة، وآخر فيه سبعون، ووقفت أنا على مكتوب فيه قريب من أربعين فيه جمع كثير من بيت واحد مؤرخ بما بعد العشرين وستمائة، قال: ونخيلها يشق الراكب فيه مسيرة يومين، وبها سمك كثير والجنادل التى بها نزهة من نزه الدنيا بهجة المنظر كأنها منطقات نيل.
وهى معتدلة الهواء قليلة الوباء، وبها رياحين تهب رائحتها على البلد، وبها حجر يسمى البهلول إذا عمه الماء يكون علامة على وفاء النيل بمصر وهى كثيرة البزارات والنزه دائرة على البحر انتهى.