للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وهذه المحاجر تشغل سعة من الأرض طولها ستة آلاف متر تقريبا، ويرى الجبل فى جميع جهات المدينة مقطوعا رأسيا وعليه أثر الآلات، ويمكن أن يعلم بالتأمل طرق قطع الأحجار وفصلها من الجبل، وفى جهة الجنوب واد متسع مرتدم بالرمال؛ ولعلها الأرض التى كانت تزرعها أهل المدينة من القموح وغيرها ثم سطت عليها الرمال فأضاعتها.

وكان على شاطئ النيل الغربى فى مقابلة المدينة بلد تعرف فى كتب المؤرخين بغرب أسوان وكان الأقدمون يسمونها كونترا أسوان، وكان بها فى زمن الأقباط دير متخرب قائم على الجبل وهناك مغارة مصرية قديمة على بعد نصف فرسخ فى الجبل هى محل دير قديم تخرب، وفيه بعض نقوش من زمن النّصارى، وكان يحيط به سور فيه مزاغل كثيرة، وارتفاع المدينة عن استواء ماء البحر الملح مائة متر وعشرة أمتار، وعرضها الشمالى قدره أربع وعشرون درجة وثلاث وخمسون دقيقة وبعدها عن مدينة القاهرة ٨٣٥ ألف متر.

وذكر القاضى الأفضل (١) أن إيرادها للحكومة كان فى سنة ٥٨٥ هلالية خمسة وعشرين ألف دينار، وذكر الكامل جعفر أحد أكابر مدينة أدفو، أن متحصل نخيل أسوان فى السنة الواحدة ٣٠٠٠٠ إردب، وكان فيها من البسر أنواع منها ما ييبس، ومنها ما يؤكل أخضر، ومنه نوع يسمى السّكوتى وهو صغير، ونوع يسمى جنديلة، ونوع يسمى أصابع الست وهو أحمر طويل والأنواع الجيدة لاتباع إلا نادرا بأثمان مرتفعة، وإنما يهادى بها الأكابر والأصحاب، ومن خصوصياتها أن لا يكون التمر فيها رطبا وقد طلب الخليفة هارون الرشيد من تمر أسوان فجمع له ويبة (٢) من كل نوع من أنواع تمرها تمرة واحدة فانظر إلى كثرة أصناف التمر بها.


(١) الصحيح: القاضى الفاضل.
(٢) الويبة: كيل مصرى معروف، وهى تساوى سدس إردب، كما تساوى كيلتين.
انظر: على جمعة: المكاييل والموازين الشرعية، ص ٢٩، دار الرسالة، القاهرة ٢٠٠٢.