المحروسة وذهبت إليهم النساء والأمراء وكثر فى مصر اللغط واضطربت الأخبار بوقوع الحرب بين الفريقين وغلبة أحدهما الآخر.
ثم ورد الخبر بحصول الحرب عند محلة العلويين وأراضى فوة وأنه حصل الخلف بين رجال مراد بيك فانهزم وقام بعساكره إلى وراء، ووردت مراكب بها عساكر ومماليك جرحى من جماعة مراد بيك، وزاد الاضطراب فى المدينة.
وهمّ إبراهيم بيك أن يملك أبواب القلعة فمنعه محمد باشا والى مصر. وأحضر العلماء والمشايخ والوجاقلية وغيرهم بالرميلة وقراميدان، ثم أرسل لحسن باشا القبطان يخبره باجتماع الناس ويحثه على الحضور إلى مصر حالا قبل هربهم.
فلما رأى إبراهيم بيك تقلب الأحوال انتقل برجاله إلى أثر النبى وقد انفصل عنهم كثير من الأمراء وطلبوا من الباشا الأمان، ولما رجع مراد بيك بعساكره نصب مخيمه فى جزيرة الذهب ثم عدى النيل واصطلح مع إبراهيم بيك وتفرقت طوائفهما يفسدون فى الأرض، فكانوا يخطفون ما يجدونه فى طريقهم-حتى جمال السائقين وحمير الفلاحين-ونهبوا عشرين مركبا كانت راسية عند الشيخ عثمان، وكثر المفسدون بالمدينة وخلافها من طوائفهم وغيرهم.
واشتد الكرب على الناس، ووقع الصياح فى الحارات ومشت المناسر للإفساد نهارا، ونهبوا أشياء الناس جهارا. والوالى والمحتسب والأغا بالقلعة لا يجسرون على النزول، وكان جماعة إبراهيم بيك ومراد بيك قد عملوا متاريس جهة السبتية ببولاق، وأحضروا جملة مدافع على العجل وجمعوا الأخشاب وحطب الذرة.
وقبل أن يتم التحصين قدم حسن باشا بمراكبه وفيها عساكره الأروام فى ثانى عشر شوال فهرب المصريون إلى جهات الصعيد وتركوا متاريسهم ومدافعهم. فركب حسن باشا ودخل القاهرة من باب الخرق ونزل ببيت إبراهيم بيك. وبقدومه اطمأن خاطر الناس وأرسل عساكره إلى جهة الصعيد خلف