للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العصاة، وخلع على عدة من الأمراء خلعة الصنجقية، وأمر نواب القضاء فذهبوا إلى بيوت الأمراء الفارين، وكتبوا ما وجدوه ووضعوه فى أماكن من تلك البيوت وختموا عليه. وسلب من نساء هؤلاء الأمراء الأموال والخدم والحشم فحصل لهن ضيق شديد، واستشفعن عند حسن باشا بالبكرى والسادات وغيرهما، فلم يقبل. ووقع بالصعيد مع عساكر حسن باشا والأمراء عدة مناوشات، فكان المصريون ينهزمون إلى بلاد إبريم ثم يرجعون/ولا زالو فى الكرّ والفرّ مدة، واستعملوا فى البلاد والتخريب والفساد.

ثم طلبوا الصلح من حسن باشا فأجابهم، وخصص لهم بلادا من الصعيد لا يتعدونها وأخذ منهم رهائن على ذلك فرفضوا وانكفوا عن الفساد. وبعد أن فارقتهم عساكر الروم رجعوا إلى ما هم عليه من الفساد ولم يقتصروا على بلادهم، فرجع إلى حربهم.

وقد ضرب حسن باشا على البلاد البحرية الضرائب، ورتب عليهم المظالم، فعم الضرر جميع القطر من الأمراء وحسن باشا.

ثم جاء أمر السلطان بترتيب عبدى باشا واليا على مصر مكان محمد باشا، ونزل محمد باشا إلى إسلامبول، ثم جاء الأمر بنزول حسن باشا إلى إسلامبول أيضا فنزل إليها فى الثالث والعشرين من شهر الحجة سنة إحدى ومائتين وألف. واستمر الحال بعد مجئ عبدى باشا على المناوشة تارة والهدء أخرى إلى آخر ما شرحه الجبرتى.

وبالجملة فلم يحصل لمصر وبلادها من مجئ حسن باشا وذهابه منها إلا الضرر الشديد. ولم يبطل بدعة ولم يرفع مظلمة، بل زاد مظلمة يقال لها رفع المظالم والتحرير. وماتت فى أيامه البهائم.

وقد كان عند قدومه رفع بعض المظالم ثم أعادها وصار يقبض من البلاد غير أموال الخراج عدة أقلام، منها: المضاف والبرانى، وعوائد الكشوفية، والفرض، ورفع المظالم، والتحرير، ومال الجهات وغير ذلك. انتهى جبرتى باختصار من كلام طويل فانظره.