والشموع الموقدة إلى خارج الدرب الذى هذه الكنيسة داخله، ويقرأون الإنجيل ويرتلون ويهللون ويدعون للخليفة ووزيره، ثم يعودون إليها ويكملون نهارهم وينصرفون. استمر ذلك لغاية سنة ٥٦٥ هلالية، ثم بطل فى دولة الأكراد ثم أعيدت عادة يوم عيد الصليب خاصة فى السنين الأخيرة إذ كان القسوس يخرجون مع الاحتفال إلى خارج حارة زويلة حتى ينتهوا إلى قنطرة الخليج القريبة من الحارة ويتممون الرسوم السابقة أما الآن فلم يكن شئ من ذلك.
وذكر المقريزى: أن من الكنائس التى هدمت بمصر والقاهرة وغيرهما من الجهات فى يوم الجمعة التاسع من شهر ربيع الآخر سنة ٧٢١ هلالية الكنيستين بحارة زويلة أما الموجود بها الآن أعنى سنة ١٥٩١ فكنيستان غير الأوليين:
الأولى وهى الكبرى برسم السيدة العذراء مريم وهى فى موقع الكنيسة الأصلية العظمى المذكورة سابقا، وهى إن لم يكن بها من الرونق والجمال ما كان قديما على ما حكاه أبو المكارم سعد الله لكن ما يوجد بها الآن من الأحجبة المطعمة بالسن المحكمة الصنعة سيما الحجاب المتوسط المركوز على واجهة الهيكل الكبير العجيب الشكل والدقيق الصنعة فى تطعيم السن والزائد فى القدمية وما فيها من بديع الصنعة النجارية القديمة المصرية والجملونات والعمد الرخام المركوزة فى صحنها وفى هيكلها الكبير وشرقيه وغير ذلك من الآثار الجميلة الموجودة بها إلى الآن يدل على مزيد اعتبارها فى الكنائس المصرية القديمة، وقد أوردها المقريزى فى ذكره كنائس القاهرة التى كانت موجودة فى عهده وأشار إلى اعتبارها لدى المسيحيين، وذكر أنهم يرون أنها قديمة وتنسب للحكيم زايلون الذى كان قبل الإسلام بنحو مائتين وسبعين سنة.
ومما رقم على دوائر أبواب هياكلها ومقصورتها ولم يزل باقيا إلى الآن يعلم: أن تلك الدوائر والمقصورة أصلحت من نحو مائة وثلاثين سنة ولم تزل هذه الكنيسة فى غاية الاعتبار يتولى نظارتها دائما أكابر الأمّة؛ ففى أوائل الجيل الثامن عشر للمسيح كان الناظر عليها الشهير المعلّم يوحنا أبو مصرى، وفى عهد رياسة الشهير المعلم إبراهيم الجوهرى كانت نظارتها له ثم