وفى زمن الخديوى إسماعيل باشا، قد أوصلت السكة الحديد والتلغراف إلى السنانية، وأنشأ بها جملة مبان عسكرية منها:
قشلاق الفوريقة الجديدة، المنشأة مع جملة فوريقات فى زمن العزيز محمد على باشا. جعل لإقامة آلآى بيادة بعد ما أضاف إليه جملة مبان كافية للوازمه.
ثم أنشأ قشلاقا آخر بجهة السنانية، قريبا من محطة السكة الحديد، وأنشأ فى غربيه اسبتالية للعسكر تسع خمسمائة سرير، وأوصل خط التلغراف إلى قلعة العزبة الكبرى، وإلى قلاع البوغاز، وأجرى بقلعة العزبة الكبرى جملة عمارات وترميمات بداخلها وخارجها، مع تجديد استرات خنادقها، وبناء خطوط نيرانها القديمة، وتسميك درواتها حسب أصلها، حتى صارت تقاوم مقذوفات العدّو، وعمّر الجامع القديم الذى فى وسطها، والمنزل الذى هناك. وأنشأ حول كل من القلاع القديمة والأبراج، قلاعا حصينة أقوى من تلك القلاع القديمة بأوضاع مغايرة لها، كما أنشأ جملة قلاع من هذا القبيل على عموم السواحل وجعلها من أعظم القلاع الحصينة، لأجل مقاومة الأسلحة الجديدة البعيدة المرمى الشديدة التأثير، وجعل لها قشلاقات لإقامة العساكر المرابطين بها، ومخازن عظيمة للبارود والجلل والمهمات، ولزيادة تحصينها جعلها فى أسفل الدراوى السميكة بحيث تأمن من تأثير مقذوفات العدّو، كما أنه وضع فى جميع هذه القلاع المدافع العظيمة الكافية كما وكيفا، ذات العيار الكبير والمرمى البعيد، المعروفة باسم مخترعها أرمسترنج الإنكليزى. وجميع هذه الاستحكامات والعمائر جار على حسب التصميمات المعمولة بمعرفة أمير اللواء محمد باشا المرعشلى باشمهندس عموم الاستحكامات وقتئذ.
هذا فقد علمت أن مدينة دمياط من أعظم الثغور الإسلامية بديار مصر، فلذا تتوطنها وتقيم بها، الأكابر والأعيان والأشراف والعلماء والصلحاء ومشايخ الطرق والسجادات والقراء، المتقنون للتجويد والألحان الذين لا يفوقهم أحد من قراء الدنيا. وفيها مقامات كثير من أولياء الله تعالى المرابطين وغيرهم.