للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومن إنشائه أيضا، عمارة الكرنتينة، ومحل الجمرك فى جنوب القلعة على شاطئ النيل.

وفى جهتى البوغاز شرقا وغربا قلعتان أنشئتا فى زمن الفرنساوية بصورة الاستحكامات الدائمة الموافقة لأسلحة ذلك الوقت، القريبة الرمى الضعيفة التأثير.

وكانت قلعة العزب مبنية بشكل سور مستدير محيط بالبرج القديم المستدير، الذى به مقام الشيخ يوسف فى محل يعرف برأس البر، ثم إن ساحل البر من بوغاز دمياط إلى بورت سعيد لم يكن به قلاع سوى قلعة الديبة القديمة التى بنيت زمن الفرنساوية، بشكل بلانقة مربعة وفى وسطها برج مربع شاهق يرى من مسافة بعيدة، وبينها وبين بوغاز دمياط اثنان وثلاثون ألف متر، وكانت على شريط الساحل القليل العرض الفاصل بين المالح وبحيرة المنزلة للحماية من دخول المراكب من أشتوم الديبة القديم. وكذا الساحل الغربى من بوغاز دمياط لبوغاز بحيرة البرلس، لم يكن به قلاع سوى قلعة بوغار البرلس الغربية المحاذية لسراية طبوز أغلى، حاكم البرلس سابقا، وهى أيضا أنشئت فى زمن الفرنساوية بشكل بلانقة مربعة ذات أبراج مستديرة، وكان انشاؤها بمعرفة الأمير مينو الذى تقلد إمارة مصر بعد موت الأمير كليبر، كما دلت عليه النقوش التى وجدت على بابها، وقد حفظ مع أنقاضها التى وضعت فى بناء القلعة الجديدة.

وكانت أماكن تلك القلاع قبل دخول الفرنساوية، مراكز للمرابطين للمدافعة، فلما رأوا أن مواقعها هى أعظم النقط اللائقة للاستحكامات، بنوا فيها تلك القلاع، فمحيت معالمها القديمة، ما عدا برج ولىّ الله الشيخ يوسف المرابط فإنه لم يزل إلى الآن.

وفى زمن المرحوم محمد على باشا، قد رممت تلك القلاع وأجرى فيها بعض عمارات. وكذلك فى زمن المرحوم عباس باشا، فإنه أنشأ أربعة أبراج فى غربى بوغاز دمياط بينه وبين أشتوم الجمعة، وهو مصب بحر شبين، وأنشأ أيضا برجا فوق أشتوم الجميل، فى شرقى قلعة الديبة، وجميع ذلك كان بمعرفة جليس بيك، مدير عموم الاستحكامات المصرية.