للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

السلطان، ووزيره الأعظم، فركبنا من أبى الجدول إلى (تندلتى) وهو مقر السلطان فى أول شعبان سنة ثمان عشرة ومائتين وألف، ويسمى ذلك البلد بلغتهم: (الفاشر) وكل محل سكنه السلطان يسمى عندهم: (فاشرا)، فسافرنا يومين سفرا غير شطيط، ودخلناه ضحوة الثالث، فوجدنا بلدا يموج بالساكن، ويرتج بالقاطن، ما بين راكب وماش، وجالس وغاش، وطبول ترعد، وخيول تركض، فحظينا هناك نبيل المأمول، وحلت هديتنا محل القبول، ودعانى الوزير الشيخ محمد كرا، وكسانى كشميرا أخضر، وجبة خضراء، وقفطانا من القطن الهندى، وأمر لى بجاريتين وعبد، وكتب لأبى كتابا صورته من حضرة من أكرمه الكريم، ولا يفارقه الخير والنعيم الوزير الأعظم المتوكل على من يسمع ويرى، الأب الشيخ محمد كرا، إلى حضرة الأستاذ الأعظم، والملاذ الأفخم، علامة الزمان ونخبة سلالة سيد ولد عدنان السيد الشريف. (عمر التونسى) دام مجده أمين.

أما بعد فإنه قد حضر لدينا نجلكم المكرم، صحبة أخيكم المحترم المعظم بما أهديتموه لنا/حسبما هو مشروح فى جوابكم، ففرحنا غاية الفرح بأمرين.

الأول: اجتماع شملك بقرة عينك.

والثانى: أننا نؤمل إقامتك فى بلدنا، وهذا هو المقصود الأعظم؛ لتحصل لنا البركة بكل أهل البيت، وقد أتحفناه بما صحبه، ونرجو أن يكون مقبولا لديكم، ولولا ما نحن فيه من الأشغال، لكان الأمر أبلغ من ذلك، فالمعذرة إليك، والأمل أن لا تنسانى من صالح دعواتك، والسّلام عليك ورحمة الله وبركاته.

وقدّم لى أيضا الفقيه مالك، جارية ناهدا وجوابا، فتوجهنا بجميع ذلك إلى والدى مسرورين، فأقمنا جميعا مدة شهر رمضان، ثم توجه أبى إلى الفاشر للسلام، واستأذن الأب الشيخ محمد كرا فى السفر إلى تونس، لزيارة أمه