للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال العلامة الصبان: لما قتل الحسين وحزوا رأسه الشريف وأتوا به إلى ابن زياد، أرسله ومن معه من أهل بيته إلى يزيد، ومنهم على بن الحسين وعمته زينب ، فسر بذلك سرورا كبيرا، وأوقفهم موقف السبى وأهانهم، وصار يضرب الرأس الشريف بقضيب ويقول: لقيت بغيك يا حسين. وبالغ فى الفرح، ثم ندم لما مقته المسلمون على ذلك وأبغضه العالم. وهذه القصة تصديق لقوله : إن أهل بيتى سيلقون بعدى من أمتى قتلا وتشديدا، وإن أشد قومنا لنا بغضا بنو أمية وبنو مخزوم.

وقيل: إن الضارب للرأس الشريف بالقضيب هو ابن زياد، وإنه كان عنده زيد بن أرقم، فقال له: ارفع قضيبك، فو الله لطالما رأيت رسول الله يقبل ما بين هاتين الشفتين. وبكى فأغلظ له ابن زياد القول، فأغلظ زيد الجواب، وكان بالمجلس رسول قيصر فقال متعجبا: إن عندنا فى خزانة فى دير حافر حمار عيسى، ونحن نحج إليه كل عام من الأقطار ونعظمه كما تعظمون كعبتكم، أشهد أنكم على باطل انتهى.

ويمكن الجمع بوقوع الضرب بالقضيب من كل منهما قبحهما الله تعالى.

وكان للحسين يوم قتل ثمان وخمسون سنة، وقضى الله تعالى أن قتل عبيد الله بن زياد وأصحابه يوم عاشوراء سنة سبع وستين، قتله إبراهيم بن الأشتر فى الحرب وبعث برأسه إلى المختار بن أبى عبيد، وبعث به المختار إلى ابن الزبير فبعثه ابن الزبير إلى على بن الحسين، ونصب فى المسجد بدل نصب رأس الحسين.

وقد روى أن جبريل أخبر النبى بأن الحسين يقتل، وأراه الأرض التى يقتل بها. وفى رواية أنها كربلاء، وفى أخرى أنها أرض الطف، وفى بعض الروايات أنه يقتل بشاطئ الفرات. ولا تعارض بينها لأن الفرات يخرج من آخر حدود الروم ثم يمر بأرض الطف وهى من بلاد كربلاء.

ويروى أن قاتل الحسين لما قتله وأتى إلى ابن زياد قال:

أوقر ركابى فضة وذهبا … إنى قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما وأبا … وخيرهم إذ يذكرون نسبا

/فغضب ابن زياد وقال: إذ علمت ذلك فلم قتلته؟ والله لا نلت منى خيرا ولألحقنك به. ثم ضرب عنقه.

وورد من طريق أراه عن على عن المصطفى أنه قال:

قاتل الحسين فى تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا. وروى: أول من يبدّل