بمدينة الخليل ﵊، ثم أنشأه ولده الشيخ عبد الرحمن دارا وعمارة على الشارع، ولم يتمها فاشتراها أحد التجار بوكالة الصابون، وهو الشيخ عبد الرحمن سليم، فأكملها دارا وسكنها، وبنى تحتها الدكاكين التى على الشارع، وهى على يمين الداخل من رأس الحارة، وجارية الآن فى ملك الشيخ محمد سليم ابن الشيخ عبد الرحمن المذكور. ومن حقوق الأرض التى كان بها دار قراسنقر الوكالة المعروفة اليوم بوكالة النيلة بشارع باب الفتوح وما حولها من الحوانيت:
وكان بهذه الحارة أيضا دار منكوتمر بجوار مدرسته أنشأها منكوتمر-نائب السلطنة بمصر-واستمرت بيد ذريته إلى أوائل القرن الثامن، وموضعها الآن درب صغير به جملة من المنازل.
ثم بجوار دار منكوتمر هذه دار البلقينى أنشأها قاضى القضاة بدر الدين بن سراج الدين عمر البلقينى، وتوفى فى ربيع الآخر سنة إحدى وتسعين وسبعمائة قبل إكمالها، فأكملها أخوه قاضى القضاة جلال الدين عبد الرحمن بن سراج الدين البلقينى، وسكنها وكانت من أجلّ دور القاهرة حسا ومعنى، وموضعها الآن حارة مشتملة على عدة دور صغيرة ودار كبيرة يملكها الأخوان الشهيران السيد رضوان القربى والسيد محمد أبو يوسف.
وبحارة بهاء الدين أيضا دار الشيخ التميمى الخليلى، وهى الآن فى ملك الأمير يوسف باشا وكيل الدائرة الخديوية التوفيقية، وبها أيضا دار الأمير سليم باشا الخازندار، وجملة من الدور الكبيرة والصغيرة.
ثم إن بها ثلاث مدارس من المدارس القديمة.
الأولى على يمين الداخل من خط باب الفتوح، وهى مدرسة منكوتمر أنشأها الأمير سيف الدين منكوتمر الحسامى-نائب السلطنة بديار مصر-فكملت فى سنة ثمان وتسعين وستمائة، وهى الآن متخربة لم يبق منها إلا جانبها القبلى الذى به الباب والشبابيك، وإلى جانبها سبيل متصل بها، وسورها الغربى متصل بالمساكن.
والثانية مدرسة البلقينى، وتعرف اليوم بجامع البلقينى، أنشأها سراج الدين عمر البلقينى فى حياته، ولما مات ﵀ سنة إحدى وتسعين وسبعمائة دفن بها، ودفن بها أيضا ابنه