للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

كان القراء يحضرون فيه، ثم بنى عليه المسجد الجامع الجديد، بنته السيدة المعزية أم العزيز بالله نزار بن المعز سنة ست وستين وثلاثمائة. وهو على نحو بناء الجامع الأزهر، وله أربعة عشر بابا أحدها مصفح بالحديد إلى حضرة المحراب، والمقصورة من عدة أبواب وكلها مربعة مطوية الأبواب، قدام كل باب قنطرة قوس على عمودى رخام ثلاثة صفوف.

وهو مصبوغ بأنواع الأصباغ من صنعة البصريين وبنى المعلم المزوقين شيوخ الكتامى والنازوك.

وفى سنة ست عشرة وخمسمائة رمم شعثه أبو البركات/محمد بن عثمان وكيل الوزير أبى عبد الله بن فاتك البطائحى، ولم يزل على عمارته إلى أن احترق فى السنة التى احترق فيها جامع عمرو، وهى سنة أربع وستين وخمسمائة عند نزول مرى ملك الفرنج على القاهرة، أمر بحرقه مؤتمن الخلافة جوهر لئلا يخطب فيه لبنى العباس، ولم يبق فيه بعد الحريق سوى المحراب الأخضر، ثم جددت عمارته فى أيام المستنصر. وكانت القرافة الكبرى عامرة بسكنى السودان التكاررة وهو مقصود للبركة انتهى باختصار.

وفى تحفة الأحباب للسخاوى: أن هذا الجامع مبارك، لم يزل الناس يفزعون إليه فى الشدائد للتضرع إلى الله تعالى، وكان الناس يصلون فى قيسارية العسل حتى فرغوا من بنائه فى رمضان من السنة التى ابتدئ فيها بناؤه، وكان به بيت مال الأيتام، بناه أسامه بن يزيد متولى خراج مصر أيام سليمان بن عبد الملك، ثم بناه أحمد بن طولون سنة ست وخمسين ومائتين وهو على الزيادة التى فى قبليه، وما زال أهل الخير والصلاح يتبركون بهذا المكان إلى هلم، ولهذا اشتهر بجامع الأولياء. وفى قبلية تربة القاضى الفقيه المعروف بالنعمان، كان محافظا على علوم النسب له مصنفات منها كتاب دعائم الإسلام، وكتاب اللآلئ والدرر، وكان العاضد يزوره ويجلس دونه. وتربة بنى النعمان مشهورة حسنة البناء، وإلى جانب الجامع تربة بها ألواح رخام مكتوب عليها أقارب المعز لدين الله الذى نسبت إليه القاهرة انتهى.

وهذا الجامع فى الشمال الغربى لساقية أم السلطان قبلى عين الصيرة بمسيرة ثلث ساعة، ولم يبق منه الآن إلا بعض جدران، وصار هو وما حوله مقابر على صورة حوش كبير، وبه قبر يقال إنه لعبد الله بن عمرو بن العاص، وشهرته بحوش الأولياء وحوش أبى على، وبه مساكن متخربة وبجواره من الجهة الشرقية بئر مطموسة، وبجواره أيضا من الجهة البحرية محل يعرف بالشريفة مبنى بالحجر المتين، وبه محراب كبير تكتنفه أربعة محاريب صغيرة وليس به سقف، وفى غربيه بنحو ألف متر محل يعرف بإصطبل عنتر جعل اليوم جبخانة