للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طونولاطة، والطونولاطة: اثنان وعشرون قنطارا مصريا ونصف قنطار تقريبا، فبلغ وزن الصخرة الواحدة نحو أربعمائة وخمسين قنطارا، وكل ما يجف من الصخور ينزله فى البحر حيث أراد.

وكان يبنى الموالص على حسب الرسم والشروط التى عقدت لذلك، وقد شرحنا عمل الصخور المذكورة فى الكلام على مدينة بورت سعيد، مع التفصيلات الواضحة. فليراجع ذلك من يريد الوقوف على كيفية عملها.

وكان المقاول الثالث «كوفورو» يجرى توسيع الخليج فى أرض القرش، وجلب إلى ذلك آلات بخارية تشبه الكراكات، فكانت تحفر الأرض الجافة، وتلقى الأتربة فى عربات سكة الحديد فتصعد بها إلى أعلى ارتفاع ثم تلقيها، وكانت الهمة حاصلة من الجميع فى أشغالهم إلى أن ظهر الوباء فى أواخر سنة ٦٥ بنواحى البرزخ، فحصل بطء فى سير الأعمال نوعا، ولكنه لم يقف بالمرة، ولما زال الوباء رجع العمل إلى مجراه الأول مع الاجتهاد ليلا ونهارا فى بناء الهويسات، فأكملت فى سنة ٦٦، واتصلت مراكب النيل بالخليج المالح، وسهل عبور المراكب من البحر الرومى إلى البحر الأحمر، وأشاعت ذلك الشركة فى كافة بلاد الدنيا، فهرع إلى البرزخ عالم كثير من مندوبى الشركة التجارية وغيرهم، وأكثر تجار الروم المرور بين البحرين فى الخليج المالح والترعة الحلوة، فى مراكب صغيرة مشحونة بمواد الشغالة والسلع التجارية، وصاروا يبيعون عليهم وعلى سكان المحطات، وتسبب عن ذلك كثرة توارد العملة على محطات البرزخ، فاستعملهم المقاولون فى حفر خليج البرزخ بين بحيرة التمساح والسويس، فحفروا هذا الجزء بلا صعوبة إلى مقدار عظيم من عمقه، ولما وصل العمل إلى جهة «الشلوفة» الكائنة بتلك المسافة، وجدت فى أثناء الحفر طبقة من الحجر، فرتبوا فيها ستمائة نفس من عمال اللغم، فقطعوها إلى العمق المطلوب، وكان ما يقطع ينقل إلى خارج الخليج، ويلقى على الأرض منقولا فى عربات سكة الحديد.