ومنها قرية الرمل: وهى معروفة، وبها الآن سرايات الجناب الخديوى.
ومنها قرية السيوف: شرقى قرية الرمل، وسكة الحديد الجارى عملها الآن الذاهبة إلى رشيد وأبى قير، المارة فى أراضى القرية المذكورة.
ومنها قرية المندرة: شرقى قرية السيوف، وبحرى سكة الحديد.
وهذه القرى الآن على غاية من العمارة لا تخلو أرضها من الزرع، فيزرع بها من أنواع الخضراوات والفواكه أصناف كثيرة من الحبوب والبرسيم، وبها بساتين كثيرة.
وكان أهل هذه القرى-فى الزمن السابق-قد ارتحلوا عنها لضيق الحال بهم، ككثير من أهل البلاد المصرية، ولما جاد الله على هذا القطر بإيجاد العزيز، وبدت منه أعلام الشفقة والرحمة، أخذ الناس فى العود إلى أوطانهم فتوطنوها واشتغلوا بإصلاح أراضيهم وزرعها، حتى صارت إلى ما علمت، وسكنها كثير من أصحاب الحرف والصنائع؛ لما رأوا بها من كثرة الأرباح بسبب مجاورتهم لمدينة إسكندرية، التى انتقلت عما كانت عليه فى سالف الأزمان، وكثرت بها الأعمال والعمال فى المصالح الميرية، والدوائر السنية ودوائر العائلة، والأمراء والأعيان والتجار، حتى بلغ عدد المحترفين بتلك المدينة خمس تعداد أهلها، كما يعلم مما سيأتى.
وهذا يدل على علوّ شأنها فى الثروة، وزيادتها على مدن الأقطار المشرقية، ومعادلتها لمدن الديار الأوروباوية مع الازدياد كل سنة، حتى أن من رآها فى سنة ثم رآها فى السنة التى تليها، يرى اتساع مساحتها من كل جهة، وانتقالها فى التقدم انتقالا كبيرا فى الأبنية والمتاجر، والأوضاع الجديدة الجميلة الرونق.
/وهكذا فى كل سنة، وكان قد صمم على عمل ترعة يكون فمها من المحمودية تجاه الرمل، بجوار ترعة بغوص، ومصرفها فى وسط أبى قير، فيما بين قلعة كوم الشوشة القديمة والقلعة التوفيقية الجديدة، ولكنها لم تعمل فى زمنه.