للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السابقة تغيير للكتابة القديمة ولا يمكن الحكم بأن التغيير لجميع الكتابة أو لبعضها، وربما كان التغيير لم يقع إلا فيما اشتمل على اسم الخليفة العباسى، ويدعو ذلك إلى ظن أن هذا التغيير حصل فى مدة الفاطميين، والذى يقوّى هذا/الظن، هو الكتابة الموجودة على اللوح الرخام الأبيض، وكان فى وقت الفرنساوية على يمين الداخل فى دهليز بئر المقياس.

والكتابة المذكورة هى كتابة قرماطية مثل الكتابة الموجودة فى الضلع الغربى والقبلى من بعد كلمة «كفار» ونصها:

بسم الله الرحمن الرحيم، وما توفيقى إلا بالله، ﴿إِنَّما يَعْمُرُ مَساجِدَ اللهِ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَ لَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللهَ فَعَسى أُولئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾ (١). نصر من الله وفتح قريب، لعبد الله ووليه معدّ أبى تميم الإمام المستنصر بالله وأبنائه الأكرمين، مما أمر بإنشائه هذا الجامع المبارك، قبلة السيد الأجل أمير الجيوش … إلى آخر ما تقدم ذكره، وما نقلناه عن الفرنساوية من خططهم، وتاريخ اللوح المذكور فى رجب سنة خمس وثمانين وأربعمائة، وفيما تقدم عن ابن خلكان مذكور أنه كان فوق باب مدخل المقياس فى الزقاق المقابل للنيل سطر وهو: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد سيد المرسلين، أمر عبد الله جعفر الإمام المتوكل على الله أمير المؤمنين ببناء هذا المقياس الهاشمى لتعرف به زيادة النيل ونقصانه … إلى آخر ما تقدم، وتاريخه فى سنة سبع وأربعين ومائتين. وجميع ذلك يدل على أنه فى زمن بدر الجمالى أجريت عمارة بالمقياس، وأزيل اسم الخليفة العباسى، وعوض باسم الخليفة الفاطمى، وعلى كل حال فالكتابة الواقعة فى حذاء الذراع السابع عشر لم يحصل فيها تغيير، وقد حققت ذلك بنفسى فى اليوم السابع


(١) سورة التوبة، الآية ١٨.