وكان من قولهما: إن المولود من مريم هو المسيح والمولود من الأب هو الابن الأزلى وأنه حل فى المسيح فسمى ابن الله بالموهبة والكرامة، وأن الاتحاد بالمشيئة والإرادة وأثبتوا لله تعالى ولدين أحدهما بالجوهر والآخر بالنعمة.
فلما بلغ كرلس بطرك الإسكندرية مقالة نسطورس كتب إليه يرجعه عنها فلم يرجع، فكتب إلى أكليمس بطرك رومة وإلى يوحنا بطرك أنطاكية وإلى يوناليوس أسقف القدس يعرفهم/بذلك فكتبوا بأجمعهم إلى نسطورس ليرجع عن مقالته فلم يرجع فتواعد البطاركة على الاجتماع بمدينة أفسنس، فاجتمع بها مائتا أسقف فكان هذا الاجتماع الثالث ولم يحضر يوحنا بطرك أنطاكية وامتنع نسطورس من المجئ إليهم بعد ما كرروا الإرسال فى طلبه غير مرة فنظروا فى مقالته وحرموه ونفوه، ثم قال:
وكان بين المجمع الثانى وبين هذا المجمع خمسون، وقيل خمس وخمسون سنة، ولما مات نسطورس ظهرت مقالته فقبلها برسوما أسقف نصيبين، ودان بها نصارى أرض فارس والعراق والموصل والجزيرة إلى الفرات وعرفوا إلى اليوم بالنسطورية انتهى.
ومدينة إخميم الآن على غاية من العمارية والاتساع تقرب عدة أهلها من أهالى مدينة أسيوط، ومحيطها أوسع من محيط أسيوط، وبها صبطية ومحكمة شرعية ويسكنها الأقباط بكثرة وأكثرهم محترفون.
منهم: التاجر والصائغ والصباغ وغير ذلك، وبها جملة أنوال معدة لنسج أصناف الملاءات من القطن والحرير، وبها عدة قيساريات وخانات جامعة لأنواع المتاجر وحمام وحاراتها وشوارعها متسعة مع الاعتدال، وفيها معاصر بكثرة لزيت السلجم، وعسلها مشهور بصفاء اللون وصدق الحلاوة ولها سوق كل أسبوع يوم الأربعاء، وبها رقعة معدّة لبيع أصناف الغلال كل يوم.