واختلف الناس فى شجر البان فمنهم من قال: هو الصفصاف، ومنهم من قال هو شجر الخلاف، ومنهم من قال هو الأهليلج المسمى عند الإفرنج ميروبلانيا الذى يستخرج من ثمره دهن البان، ومنهم من قال هو الزيزلخت انتهى.
وكان فى الجهة الشرقية من إخميم أيضا دير صبورة نسبة إلى قبيلة من العربان نزلت هناك ولم يكن إذ ذاك عامرا وفى الجبل مغارات كثيرة، بعضها مقابر أموات المدينة وأغلبها كان مسكونا برهبان النصارى زمن القيصر ديوكلتيان (١) فرارا من ظلمه وعدوانه، وقد نفى إلى هذه المدينة بطرك قسطنطين واسمه نسطورس، فأقام بها سبع سنين ومات فدفن بها.
وسبب ذلك على ما ذكره المقريزى فى خططه عند الكلام على ديانة القبط أنه امتنع أن يقول عيسى هو ابن مريم وقال: إنما ولدت مريم إنسانا اتحد بمشيئة الإله-يعنى عيسى- فصار الاتحاد بالمشيئة خاصة لا بالذات، وإن إطلاق الإله على عيسى ليس هو بالحقيقة بل بالموهبة والكرامة.
وقال: إن المسيح حل فيه الابن الأزلى وأنى أعبده؛ لأن الآله حل فيه وأنه جوهران وأقنومان ومشيئة واحدة.
وقال فى خطبته يوم الميلاد: إن مريم ولدت إنسانا وأنا لا أعتقد فى ابن شهرين وثلاثة الإلهية، ولا أسجد له سجودى للآله، وكان هذا هو اعتقاد تادروس وديوادارس الأسقفين.