تتضمن مدحه، ثم يقفون على باب كل واحد من أمراء الإسلام وأعيانهم ويفعلون كما فعلوا أمام بيت القاضى، وكان بين نهر النيل والمدينة ترعة لرى الأراضى ولمنع سقوط رمل الجبل على أراضى المزارع.
وكانت عادتهم فى ذلك أن يجعلوا أفواه الترع مرتفعة لأجل أن تجلب الطمى إلى الأراضى المحرومة منه بسبب شدة سرعة جرى مائها فتزيد بذلك تلك الأرض خصوبة، وكان على البعد من إخميم بمسيرة نصف مرحلة دير حسن البناء يسمى دير السّبعة جبال وسط سبعة أودية تحدق به من جميع جهاته جبال شامخة، ولذا لم تكن الشمس تشرق عليه إلا بعد شروقها الحقيقى بساعتين، وتغرب عنه قبل غروبها الحقيقى بساعتين أيضا فعند ذلك يصير الجوغسقا لا يكاد يبصر فيه إلا بنور المصباح.
وكان خارج ذلك الدير عين ماء تظلها شجرة صفصاف وهو فى محل يسمى وادى الملوك لنباتة تنبت فيه اسمها ملوكة تشبه نبات السلجم عصيرتها حمراء تضرب إلى سواد تدخل فى الصبغ، وكان خلف دير الصفصافة على البعد منه بمسيرة ثلاث ساعات، دير آخر يعرف بدير قرقاس منحوت فى رأس الجبل يصعد إليه بواسطة نقور فى الجلمود تسع بعض الرجل، وكان فى سفح هذا الدير المعلق عين ماء عذب، وشئ من أشجار البان وهو شجر يذكر كثيرا فى أشعار العرب وتشبيباتهم.
وعن بعض أهل المعرفة الذين اطلعوا على هذا الشجر، أنه يظن به أنه نوع من شجر اللّبخ وقد يسمى شجر الصولى.