(قلت): وينسج بها اليوم الملاآت القطن، وربما وضعوا فى جانبها الحرير بعرض عشرة أصابع أو أقل أو أكثر وفيها صنائع كثيرة إلى الآن.
وقال المقريزى فى رسالته البيان والإعراب: أن بإخميم جماعة من بنى قرة فصيلة من بنى هلال بن عامر بن صعصعة ينتهى نسبهم إلى مضر بن نزار بن معد بن عدنان جد النبى ﷺ.
وقال أبو الفداء أيضا: أن هذه المدينة كانت من المدن الكبيرة ومع ذلك فقد ضاع كثير من آثارها القديمة وبيوتها مبنية من الطوب النّئ ما عدا الزوايا فإنها من الآجر.
وفيها جوامع عديدة متسعة متقنة البناء لها منارات عالية وحاراتها متسعة بخلاف باقى المدن، ومعاملها القديمة التى كان يصنع فيها أقمشة الكتان استبدلت بمعامل يصنع فيها أقمشة من القطن انتهى.
وكان بها كثير ممن ينحت الحجارة قاله استرابون، وكان بها فى زمن دخول الفرنساوية جملة من النصارى الأقباط عددهم قريب من ألفى نفس، وكان أغلب أهلها مسلمين، وكانت عظيمة الحصون وبأرضها كثير من النخيل ويتحصل منها قدر كبير من الغلال.
وكان فيها كنيستان عظيمتان إحداهما كنيسة سوتير، أى المخلص من العذاب.
والثانية كنيسة مارى ميخائيل وكان من عوائد أهلها النصارى فى أحد الشعانين وقت إشهار الصلوات الموسمية أنهم يخرجون من الكنيستين مع القسّيسين والقمامصة فى هيئة محفل حاملين المباخر والعطر الذكى والصّلبان وكتب الأناجيل والشموع العظيمة موقدة، ويقفون أمام باب القاضى برهة من الزمن يتلون صحفا من الإنجيل، ويغنون ببعض شطرات منظومة