قال: رأيت فى بعض البرابى كتابا تدبرته فإذا هو: احذر العبيد المعتقين، والأحداث والجند المتعبدين، والنبط المستعربين، ورأيت فى بعضها كتابا تدبرته فإذا فيه: يقدّر المقدّر والقضاء يضحك وفى آخره كتابة فيها.
تدبر بالنجوم ولست تدرى … وربّ النّجم يفعل ما يريد
وما زالت هذه البربى قائمة إلى سنة ٨٨٠ هـ حتى خربها رجل من أهل إخميم يعرف بالخطيب كمال الدين بن بكر الخطيب علم الدين.
وذكر أبو عبد الله محمد بن عبد الرحيم القيسى فى كتاب تحفة الألباب: أن هذه البربى مربعة من حجارة منحوتة ولها أربعة أبواب يفضى كل باب إلى بيت له أربعة أبواب كلها مظلمة، ويصعد منها إلى بيوت كالغرف على قدرها، وكانت الأنطاع تجلب من إخميم وبها تعمل.
ويقال: إنه كان بها اثنا عشر ألف عريف على السحرة، وكان بها شجر البنج وقال ابن الكندى: إخميم بلد عظيم وفيه من العجائب والآثار والبرابى والطلسمات ما لا يعرف، وبه الأهليلج الكابلى والأصفر وشجر المسيح الذى ليس فى بلد، وكان بها فى الدهر الأول اثنا عشر ألف عريف على السحرة ويعمل بها/طراز الصوف الشفّاف، والمطارف، والمطرز والمعلم الأبيض، والملوك تحمل منه إلى أقصى البلاد وإلى سائر الآفاق يبلغ الثوب منه عشرين والمطرف مثله انتهى.