للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومنها جامع الظاهر. قال: إنه خارج القاهرة بالحسينية أنشأه الملك الظاهر بيبرس البندقدارى، وكان موضعه ميدانا يعرف بميدان قراقوش، وكان منتزه الملك ومحل لعبه بالكرة. ابتدئ فى عمارته سنة خمس وستين وستمائة، وكمل سنة سبع وستين وستمائة. (اه).

وهذا الجامع محله الآن الفرن المعروف بفرن الظاهر خارج الحسينية فى طريق الريدانية (١).

والريدانية ويقال لها الآن العباسية نسبة إلى عباس باشا لكونه سكنها فى مدة ولايته على مصر وبنى بها سراية وأربع قشلاقات للعساكر، وبنى مدرسة لتعليم الضابطان. وفى وقته أخذ الأمراء أراضى، وبنوا بها منازل لهم، فصارت خطة عظيمة. ولما مات إلى رحمة الله وتولى الخديو إسماعيل هدمت السراية، وتركت الناس السكنى هناك، ولم يبق إلا قشلاقات العساكر

وفى مدة الخديو الحالى توفيق باشا أخذ عمرانها يتزايد شيئا فشيئا حتى عادت أحسن مما كانت عليه، وبها الآن رصدخانة فلكية ترصد فيها الكواكب والحوادث الجوية.

ومنها جامع نائب الكرك. قال: إنه بظاهر الحسينية مما يلى الخليج. أنشأه الأمير جمال الدين أقوش الرومى السلاحدار الناصرى المعروف بنائب الكرك. توفى سنة سبع وسبعمائة. (اه).

وهذا الجامع لم يبق له أثر الآن.

ومنها جامع صاروجا. قال: إنه بالقرب من بركة الرطلى على الخليج الناصرى، وكان فى خطة تعرف بجامع العرب، فأنشأ بها هذا الجامع ناصر الدين محمد أخو الأمير صاروجا نقيب الجيش بعد سنة ثلاثين وسبعمائة، ثم دثرت تلك الخطة فصارت كيمانا. (اه).

وفى وقتنا هذا لم يبق لهذا الجامع أثر، وصارت خطته مزارع، وكان هناك أشجار من الجميز أدركناها منتزها، وكان محلها يعرف بدهليز الملك، وبالقرب من هذا المكان أنشأ دارا مشيدة الأستاذ الفاضل الشيخ محمد الإنبابى الشافعى شيخ الجامع الأزهر.

ومنها جامع قيدان. قال إنه خارج القاهرة على جانب الخليج الشرقى ظاهر باب الفتوح ممايلى قناطر الأوز تجاه أرض البعل. كان مسجدا قديما، فجدده الطواشى بهاء الدين قراقوش الأسدى سنة سبع وتسعين وخمسمائة، ثم إن الأمير مظفر الدين قيدان الرومى عمل به منبرا لإقامة الخطبة يوم الجمعة، وكان عامرا بعمارة ما حوله، فلما حدثت الفتن فى سنة ست وسبعين


(١) فى ص ١٨ من «تحفة الأحباب» للسخاوى بحاشية الجزء ٤ من «نفح الطيب» أن الريدانية هذه منسوبة إلى ريدان الصقلى أحد خدام الخليفة العزيز بالله. وفى خطط المقريزى أنها كانت بستانا لريدان الصقلى الخ
فى ج ٢ ص ١٣٩.
(أحمد تيمور)