للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفى كتاب حسن المحاضرة للسيوطى أن القاضى شهاب الدين بن فضل الله، كتب إلى الأمير الجاى الدوادار يمدحه، ويمدح مصر وقراها

بلد أنت ساكن فى رباها … بلد تحسد الثريا ثراها

قد تعالت إلى السماء بسكنا … ك فألقت على البطاح رداها

جمد الطل فى الزهور فخلنا … أنه عقد جوهر لرباها

وجرى الماء فى الرياض فقلنا … كسرت فوقه المغانى حلاها

مثل ما أنت فى معانيك فرد … هى فرد البلاد فى معناها

يقبل الأرض، وينهى أنه لم عبر على هذه الربا المعشبة، والغدران التى كأنها صفائح فضة مذهبة، ثم مر على قرية تعرف بوسيم، تفتر من شنب زهرها عن ثغر بسيم، استحسن مرآها، ونظم فى معناها ما يعرضه على الخاطر الكريم، ليوقف المملوك توقيف عليم، ويتجاوز عن تقصيره تجاوز حليم ومما قيل:

لمصر فضل باهر … بعيشها الرغد النضر

فى كل سفح يلتقى … ماء الحياة والخضر

وكذلك

ما مثل مصر فى زمان ربيعها … لصفاء ماء واعتلال نسيم

أقسمت ما تحوى البلاد نظيرها … لما نظرت إلى جمال وسيم

انتهى.

ولم تزل وسيم إلى الآن عامرة بالسكان المسلمين والأقباط، وفيها لأكابرها أولاد غراب، أبنية مشيدة بمضايف متسعة، ومناظر بشبابيك الخرط والزجاج، وهم عائلة مشهورة من أجيال، وكان منهم محمد أغا غراب، كان ناظر قسم زمن المرحوم محمد على باشا، وفيها مساجد عامرة، أحدها بمنارة، وهو لأولاد غراب، وفيها لهم بساتين ذات فواكه، وبها نخيل كثير من نخل