وقد أجمع أهل وقته على أنه باشره بعفة ونزاهة وتثبت كثير، حتى إنه لم يأذن إلا لعدد قليل من النوّاب، واقتصر فى بابه منهم على ثلاثة بالنوبة: العز بن عبد السلام، والمحيوى الطوخى، والولولى السيوطى، وتولى تدريس الشافعى، والأشرفية والبرقوقية والعزازية، ونظارة البيبرسية والشيخونية، ومشيخة خانقاة/سعيد السعداء، وخطابة الأزهر.
ولذا قال السخاوى: لم يجتمع لأحد من الفقهاء فى هذه الأزمان ما اجتمع له، وكان متعففا عن معاليمها جميعها، وتولى ابنه الأكبر أبو الفتح بعده خانقاة سعيد السعداء، وابنه الأصغر أحمد المدرسة البيبرسية، وهما معا الأشرفية والبرقوقية والعزازية، وهو ابن أخت القاضى فخر الدين القاياتى.
وقد ترجمه السيوطى فى:(حسن المحاضرة) وأثنى على أوصافه الباهرة، وذكر أن والده لازم دروسه ثلاثين سنة، وترجمه الحافظ السخاوى فى:(الذيل) وهذه الترجمة مختصرة منه، وكانت وفاته بمصر تاسع عشر المحرم سنة خمسين وثمانمائة، وصلى عليه الخليفة، ودفن بخانقاة سعيد السعداء، رحمة الله عليه. انتهى.
ومن ذريته الآن صاحب الأخلاق المرضية، والسير الحسن والسيرة السنية حضرة على أفندى المشهور بالقاضى، باشكاتب تفتيش وجه قبلى.