وإن نأى الساقى فنوحو معى … عونا فإنى لا أطيق النواح
اه.
الخامس: أبو السادات يحيى ولد سنة ثمان وتسعين وسبعمائة. وله شعر وتكلم على الناس ورزق القبول ومات سنة سبع وخمسين وثمانمائة.
وأما الأستاذ أبو المراحم محمد بن أبى الفضل محمد فقد خلف عمه يحيى فى المشيخة والتكلم ولم يكن يظن به ذلك ولكن الولد سر أبيه.
مات سنة سبع وستين وثمانمائة فى الروضة بين البحرين ودفن بتربتهم.
وأما ابنه أبو الفضل محمد محب الدين المجذوب، فكان شديد الذكاء متين الذوق وربما قرأ يسيرا فى النحو وغيره وخلف والده فى التكلم والمشيخة وعرض له جذب. ويقال: أنه انتقل إلى مذهب الشافعى ﵁ بعد أن عرض له الجذب. مات سنة ثمان وثمانين وثمانمائة وصلى عليه بجامع الماردانى ثم سبيل المؤمنين ودفن بتربتهم.
وأعقب ابنه إبراهيم ولد فى حدود سبعين وثمانمائة، ونشأ فى كنف أبيه وحفظ القرآن والمختصر وألفية ابن مالك وغيرها واستقر فى المشيخة بعد أبيه ومات فى أوائل القرن العاشر، وخلفه فى المشيخة ولده أبو الفضل محمد بن أبى المكارم.
قال الشعرانى فى الذيل: سيدى أبو الفضل ذو المفاخر والمآثر ختام الدوائر صحبته عشرين سنة. مات سنة نيف وأربعين وتسعمائة يوم الجمعة فى المشهد حال جلوسه بعد صلاة الصبح بعد انقطاعه فى بيته نحو السنتين وهو يقلل من الأكل مع مجاهدته وهيبته. دفن مع أسلافه وصلى عليه بمكة صلاة الغائب، وخلف فى زاويته ابنه البرهان أبا المكارم إبراهيم ولد فى حدود عشرين وتسعمائة؛ فقام مقام أبيه مع فطنته ونباهته وعلو همته حفظ القرآن ورسالة ابن أبى زيد، وورقات إمام الحرمين والآجرومية وقرأ الرسالة على أبى الحسن المالكى وقرأها مع الورقات على السيد الأرميونى وحج سنة تسع وأربعين، ومات سنة ست أو ثمان وستين وتسعمائة، ورثاه الإمام محمد الفارضى بقوله: